بسم الله الرحمن الرحيم
*من* *ذاكرة* *الزمان* ..!!
( *رحلة* *الشتاء* .. *الى* *حمّه* )
*كتب* / *عبودمحمدمقرع* .
*الأثنين 6اكتوبر2024*
------------------------------------------------------
كان ولايزال بين أهل يرامس وأهل حمّه يافع تواصل أجتماعي وألفه وارث اخوي وود أنساني
تسوده المحبه والتقارب والمنفعه المشتركه في صنوف الحياه.
من ذاكرة الزمان ساقت لي الذكرى شوقا أن أحدثكم عن رحلة الشتاء الى حمّه..رحلة الخير والبحث عن الرزق الحلال من خشاش الارض وماتزرعه تلك الارض الطيبه من محاصيل الدخن والذرة والسنيسلة والحيمر.
كان المسابق لهذه الرحلة دوما ..الشوق للقاء الاحبّة يخالطه شذاب الحنين ولهفة المستقبلين للقادمين .
١- *التحضير* *للرحلة* :
عندما يحين موسم الخير في أرض حمه المعطى يأتي مرسال العلم به.. فيتداعى أهل يرامس لأعداد هذه الرحله بدءاً بتحديد موعد الأرتحال والتجهيز له وانتقاء قيادته..مرورابمعرفة حجم العير المرتحل وأختيار مسلك الأرتحال..ومن طقوس الرحلة تجهيز الهدايا المتظمنة الكعك والحلوى والسمن والعسل على ان يكون المكركر وسمسية المصعي حاضره بين ذلك التجهيز.. بالأضافه لادوات الخوص المصنوعه من سعف النخيل مثل (السلقة والسفح والمسرفة والتفال والمغطى والجعبة وصولاً الى المكنس) ..
عادةًكان الأرتحال ليس بقافلة ..بل عيراًله قائدان اساسيان :
العير الأول بقيادة (الوالد المرحوم صالح عبادي جحيف )و الآخربقيادة (الوالد حسين امبلعيد ) رحمة الله عليهما...كما كان أيضا للأرتحال محوران اساسيان للسير:
محور السيرالأول ( يرامس -العطف-شرية).و الثاني (يرامس-العطف-طريق أعظام).
يظم العير الأول جزءاً من منطقة أمسواد يتبعه المرتحلين من أهل ناعب والروضة العليا..ويظم العير الثاني الجزء الآخر من أمسواد مضموماً اليه أهل حبيل امسوق والجول والمعر وامسمن.
٢- *ساعة* *الأنطلاقة* :
تعتبر أمسوادمحطة الأنطلاق للرحله ووجهتها الاولى في الذهاب والعوده. .وغالباً مايكون توقيت الأنطلاقه عصراً ليتسنى المفاقده وأستكمال العير المرتحل ووداع الأحبه مع بدايات شعاع شمس الأصيل.
كانت مراسم التوديع لاتوصف متخذه طابع رحيمي ممزوج بالفرح حين تشاهد الأطفال يحيطون بالعير ويتبادلون مع أهلهم قبلات الوداع بينما تعتلي النساء أعلى الجبل في منظر بديع لتكسيه حلّه لكل شبر من جوانبه ..يصاحب ذلك الزغاريد وتمكين أ نظارهن للمشهد تسابقهاالحسرات قبل الدمعات لآخرلحضات الأرتحال.. ملوّحات بايديهن في قفو الوداع.
ودّع هريرة أن الركب مرتحلُ
فهل تطيق وداعاً أيها الرجلُ
يرتص العيران بخط واحد وتبدأ الأنطلاقه في مشهد تقشعر له الابدان لما أخفته اللوعة وحبستة الدمعة وحوته الألفة .. يتم التحرك مرورا بالمقابر ( وقرن اليهود) ليكون ذلك القرن شاهداًعلى آخر فصل من مراسم الوداع والانطلاقه الأولى لتفرّق العيران..حيث يتجه الأول يمين القرن قاصداً جرف الراحة للوصول الى منطقة شرية..بينما الآخر يتجه يسار القرن قاصداً شعب النمر للوصول الى جبل المناحيز بطفات..في مشهدأضطراري يغيب المسافرين عن أنظار المودّعين مع آخر نظرة لحمولةسنام آخر بعير.
٣- *المحطة* *الأولى* *لسير* *الرحلة* :
محطة الرحله الاولى للعير الاول هي (شريّه)بينما محطة العير الثاني هو (جبل المناحيز في طفات).
في هذه المحطتين يقوموا الرحاله بالتوقف مع حلول الظلام لأخذ قسطٍ من الراحة للمبيت ..فيتم أنزال الأحمال من على الدواب والقيام بسقيها وأعلافها ثم الأستعدادلتجهيز العشاء.
بعد أكمال جهوزية الوجبة يتم تناولها وأخذ ساعة آخرى من السمر يتم فيها بالترويح على النفس بالقصص والنكات تعويضالساعات المشقّه والتعب ويتم ذلك على دعابة الرشبة(المداعه )وألتقاط أنفاس الكيف منهالمن كان يهوى ذلك.
بعدهايتم تبادل الرأي والمشورة أستعداداللسفر لليوم التالي.و ثم يتفرقوا والخلود الى النوم.
مع بزوغ نجمة الفجر يستعد الرحّالة لشد الجمال والحميربعد تناول الفطور ومن ثم التحرك باكراً دون الألتفاته للنظر الى أثارهم التي حفرت قطرات الندى الملتحفه لوجة التراب.
يلتقي العيران ظهراً بعد التفرق الاول وتحديدا في (شعب بايضين)ومرورا (بحجر أهل عموره) فهناك يتم المصافحة والمفاقد لبعضهم وأخذ أخباركلا من الآخر وماجابهتهم من العواقب طوال ساعات السفر.
حينها يتم التوقف وأخذ راحة نهارية لتجهيز وتناول الغذاء وطبعا سيكون الحاضر فيها ((الفقمى))*الوجبة الرئيسية والمفضله لوادي بر سالم ..فمنهم من يذهب للقلتة* لصيد ها والآخر يجمع أوراق العشر والحطب من اجل أنضاجها..وبعدها مباشرة تشد الرحال صوب المحطة الثانية لسير الرحلة.
٤- *المحطة* *الثانية* *لسير* *الرحلة* :
بعد سفر مضني وشاق يتم الوصول الى محطة السير الثانيه وهى (أرض أهل احمد) آخر مناطق ال فضل.. فيتم المبيت هناك أستعداداً للأنطلاقه غداً صوب منطقة (حمّه )القريبة من ذلك المكان.
٥- *المحطة* *الأخيره* ( *نقطة* *الوصول* )
في الصباح الباكر يتم الأنطلاق الى حمّه ) مع حلول شروق الشمس وهناك يفوح رائحة المحاصيل الزراعية مبشرّة لهم بقدوم موسم جديد محمّل برزق كثير وخيروفير ..ملوحة بسنابلها مع نسيم الصباح العليل ولسان حالها يسابق شوق أهلها للمستقدمين قائلة: ((أهلاً بمن داس العذول وأقبل)).. بينما يقف النسيم محذرا لها:
((.لاتفرحيش ياسنابل بكره يجيك الحصاد))...
دمنا ودمتم في رعاية الله.. ونلقاكم على خير في حديث آخر من احاديث شاطئ الذكريات.
.