الأحد، 3 فبراير 2019

من ذاكرة الزمان!! رحلة الشتاء الى حمّه..منشور ل(عبودمحمدمقرع)

           بسم الله الرحمن الرحيم

               من ذاكرة الزمان..!!
            رحلة الشتاء..الى حمّه

       كتب/عبودمحمدمقرع. 3فبراير2019

    ------------------------------------------------------

كان ولايزال بين اهل يرامس واهل حمّه يافع تواصل أجتماعي وألفه وارث اخوي وود أنساني
تسوده المحبه والتقارب والمنفعه المشتركه في صنوف الحياه.

من ذاكرة الزمان ساقت لي الذكرى شوقا ان احدثكم عن رحلة الشتاء الى حمّه..رحلة الخير والبحث عن الرزق الحلال من خشاش الارض وماتزرعه تلك الارض من محاصيل الدخن والذره والسنيسله والحيمر.

كان المسابق لهذه الرحله دوما ..الشوق  للقاء الاحبّه يخالطه  شذاب الحنين ولهفة المستقبلين للقادمين .

١-  التحضير للرحله:

عندما يحين موسم الخير في أرض حمه المعطى يأتي مرسال العلم به.. فيتداعى اهل يرامس لاعداد هذه الرحله بدءاً بتحديد موعد الارتحال والتجهيز له  وانتقاء قيادته..مرورابمعرفة حجم العير المرتحل واختيار مسلك الارتحال..ومن طقوس الرحله تجهيز الهدايا المتضمنه الكعك والحلوى والسمن والعسل على ان يكون المكركر وسمسية المصعي حاضره بين ذلك التجهيز.. بالاضافه لادوات الخوص المصنوعه من سعف النخيل مثل (السلقه والسفح والمسرفه  والتفال والمغطى والجعبه وصولا الى المكنس) ..

عادةًكان الارتحال  ليس بقافله ..بل عيراًله  قائدان اساسيان : 

العير الاول بقيادة (الوالد المرحوم صالح عبادي جحيف )و الآخربقيادة (الوالد  حسين امبلعيد ) الله يرحمهما جميعا...كما كان ايضا للارتحال محوران اساسيان :

محور السيرالاول ( يرامس -العطف-شريه).و الثاني (يرامس-العطف-طريق أعظام).

يظم العير الاول جزءا من منطقة امسواد يتبعه المرتحلين من اهل ناعب والروضه العليا..ويظم العير الثاني الجزء الاخر من امسواد مضموما اليه  اهل حبيل امسوق والجول والمعر  وامسمن.

٢-  ساعة الانطلاقه:

تعتبر امسوادمحطة الانطلاق للرحله ووجهتها الاولى في الذهاب والعوده. .وغالباً مايكون توقيت الانطلاقه عصرا ليتسنى المفاقده وأستكمال العير المرتحل..وايضا وداع الاحبه مع بدايات شعاع شمس الاصيل.

كانت مراسم التوديع لاتوصف متخذه طابع رحيمي ممزوج بالفرح حين تشاهد الاطفال يحيطون بالعير ويتبادلون مع اهلهم قبلات الوداع بينما تعتلي النساء اعلى الجبل في منظر بديع لتكسيه حله لكل شبر من جوانبه ..يصاحب ذلك  الزغاريد وتمكين أ نظارهن للمشهد  تسابقهاالحسرات قبل الدمعات لآخرلحضات الارتحال.. ملوّحات بايديهن في قفو الوداع.

ودّع هريرة أن الركب مرتحلُ
            فهل تطيق وداعاً أيها الرجلُ

يرتص العيران بخط واحد وتبدأ الانطلاقه في مشهد تقشعر له الابدان لما  اخفته اللوعه وحبسته الدمعه وحوته الالفه .. يتم التحرك مرورا بالمقابر ( وقرن اليهود) ليكون ذلك القرن شاهداعلى اخر فصل من مراسم الوداع والانطلاقه الاولى لتفرّق العيران..حيث يتجه الاول يمين القرن قاصدا جرف الراحه للوصول الى شريه..بينما الآخر يتجه يسار القرن قاصدا شعب النمر للوصول الى طفات..في مشهدأضطراري يغيب المسافرين عن انظار المودعين مع اخر نظره لحمولةسنام آخر بعير.

٣-  المحطه الاولى لسير الرحله:

محطة الرحله الاولى للعير الاول هي (شريّه)بينما محطة العير الثاني هو (جبل المناحيز في طفات).

في هذه المحطتين يقوموا الرحاله بالتوقف مع حلول الظلام لاخذ قسطا من الراحه للمبيت ..فيتم انزال الاحمال من على الدواب والقيام بسقيها واعلافها بينما تتجه النسوه لتجهيز العشاء.

عنداكمال جهوزية الوجبه  يتم تناولها واخذ ساعة اخرى من السمر يتم فيها بالترويح على النفس بالقصص والنكت تعويضالساعات المشقّه والتعب ويتم ذلك على دعابة (المداعه )والتقاط انفاس الكيف منهالمن كان يهوى ذلك.

بعدهايتم تبادل الرأي والمشوره استعدادالاجراءات السفر لليوم التالي.ومن ثم يتفرق العير والبحث لكل اسره على مكان  آمن والخلود الى النوم.

مع بزوغ نجمة الفجر يستعد الرحّاله لشد الجمال والحميربعد تناول الفطور ومن ثم التحرك باكرا دون الالتفاته للنظر الى أثارهم التي حفرت قطرات الندى الملتحفه لوجه التراب.

يلتقي العيران ظهرا بعد التفرق الاول وتحديدا في (شعب بايضين)ومرورا (بحجر هل عموره) فهناك يتم المصافحه والمفاقده لبعضهم واخذ اخباركلا من الاخر وماجابهته العواقب طوال ساعات السفر.

حينها يتم التوقف واخذ راحه نهاريه لتجهيز وتناول الغذاء وطبعا سيكون الحاضر فيها ((الفقمى))الوجبه الرئيسيه والمفضله لوادي بر سالم ..فمنهم من  يذهب للقلته لصيد ها  والآخر يجمع اوراق العشر والحطب من اجل انضاجها..وبعد الغذاء مباشرة تشد الرحال صوب المحطه الثانيه لسير الرحله.

٤-  المحطه الثانيه لسير الرحله:

بعد سفر مضني وشاق يتم الوصول الى محطة السير الثانيه وهى (ارض اهل احمد)فيتم المبيت هناك  استعدادا للانطلاقه غدا صوب منطقة (حمّه )القريبه من ذلك المكان.

٥-  المحطه الاخيره(نقطة الوصول)

في الصباح الباكر يتم الانطلاق الى حمه وصولا الى اول مناطقها مع حلول شروق الشمس  وهناك يفوح رائحة المحاصيل مبشرّة لهم بقدوم موسم جديد محمّل برزق كثير وخيروفير ..ملوحة بسنابلها مع نسيم الصباح العليل ولسان حالها يسابق شوق اهلها قائلة: ((اهلا بمن داس العذول واقبل)).. بينما يقف النسيم  محذرا لها:   ((.لاتفرحيش ياسنابل بكره يجيك الحصاد))...

وللحديث بقيه...نلقاكم على خير..

٦-  مسك الختام:

هذا المنشور خاص.. يرسل فقط لابناء وادي برسالم ويمنع ارساله لغيرهم او مشاركته في جروبات اخرى.

وتقبلوا خالص تحياتي...

         اخيكم ومحبكم
                  عبودمحمدمقرع

.

     

من ذاكرة الزمان!! رحلة الشتاء الى حمّه..منشور ل(عبودمحمدمقرع)

           بسم الله الرحمن الرحيم

               من ذاكرة الزمان..!!
            رحلة الشتاء..الى حمّه

كان ولايزال بين اهل يرامس واهل حمّه يافع تواصل أجتماعي وألفه وارث اخوي وود أنساني
تسوده المحبه والتقارب والمنفعه المشتركه في صنوف الحياه.

من ذاكرة الزمان ساقت لي الذكرى شوقا ان احدثكم عن رحلة الشتاء الى حمّه..رحلة الخير والبحث عن الرزق الحلال من خشاش الارض وماتزرعه تلك الارض من محاصيل الدخن والذره والسنيسله والحيمر.

كان المسابق لهذه الرحله دوما ..الشوق  للقاء الاحبّه يخالطه  شذاب الحنين ولهفة المستقبلين للقادمين .

١-  التحضير للرحله:

عندما يحين موسم الخير في أرض حمه المعطى يأتي مرسال العلم به.. فيتداعى اهل يرامس لاعداد هذه الرحله بدءاً بتحديد موعد الارتحال والتجهيز له  وانتقاء قيادته..مرورابمعرفة حجم العير المرتحل واختيار مسلك الارتحال..ومن طقوس الرحله تجهيز الهدايا المتضمنه الكعك والحلوى والسمن والعسل على ان يكون المكركر وسمسية المصعي حاضره بين ذلك التجهيز.. بالاضافه لادوات الخوص المصنوعه من سعف النخيل مثل (السلقه والسفح والمسرفه  والتفال والمغطى والجعبه وصولا الى المكنس) ..

عادةًكان الارتحال  ليس بقافله ..بل عيراًله  قائدان اساسيان : 

العير الاول بقيادة (الوالد المرحوم صالح عبادي جحيف )و الآخربقيادة (الوالد  حسين امبلعيد ) الله يرحمهما جميعا...كما كان ايضا للارتحال محوران اساسيان :

محور السيرالاول ( يرامس -العطف-شريه).و الثاني (يرامس-العطف-طريق أعظام).

يظم العير الاول جزءا من منطقة امسواد يتبعه المرتحلين من اهل ناعب والروضه العليا..ويظم العير الثاني الجزء الاخر من امسواد مضموما اليه  اهل حبيل امسوق والجول والمعر  وامسمن.

٢-  ساعة الانطلاقه:

تعتبر امسوادمحطة الانطلاق للرحله ووجهتها الاولى في الذهاب والعوده. .وغالباً مايكون توقيت الانطلاقه عصرا ليتسنى المفاقده وأستكمال العير المرتحل..وايضا وداع الاحبه مع بدايات شعاع شمس الاصيل.

كانت مراسم التوديع لاتوصف متخذه طابع رحيمي ممزوج بالفرح حين تشاهد الاطفال يحيطون بالعير ويتبادلون مع اهلهم قبلات الوداع بينما تعتلي النساء اعلى الجبل في منظر بديع لتكسيه حله لكل شبر من جوانبه ..يصاحب ذلك  الزغاريد وتمكين أ نظارهن للمشهد  تسابقهاالحسرات قبل الدمعات لآخرلحضات الارتحال.. ملوّحات بايديهن في قفو الوداع.

ودّع هريرة أن الركب مرتحلُ
            فهل تطيق وداعاً أيها الرجلُ

يرتص العيران بخط واحد وتبدأ الانطلاقه في مشهد تقشعر له الابدان لما  اخفته اللوعه وحبسته الدمعه وحوته الالفه .. يتم التحرك مرورا بالمقابر ( وقرن اليهود) ليكون ذلك القرن شاهداعلى اخر فصل من مراسم الوداع والانطلاقه الاولى لتفرّق العيران..حيث يتجه الاول يمين القرن قاصدا جرف الراحه للوصول الى شريه..بينما الآخر يتجه يسار القرن قاصدا شعب النمر للوصول الى طفات..في مشهدأضطراري يغيب المسافرين عن انظار المودعين مع اخر نظره لحمولةسنام آخر بعير.

٣-  المحطه الاولى لسير الرحله:

محطة الرحله الاولى للعير الاول هي (شريّه)بينما محطة العير الثاني هو (جبل المناحيز في طفات).

في هذه المحطتين يقوموا الرحاله بالتوقف مع حلول الظلام لاخذ قسطا من الراحه للمبيت ..فيتم انزال الاحمال من على الدواب والقيام بسقيها واعلافها بينما تتجه النسوه لتجهيز العشاء.

عنداكمال جهوزية الوجبه  يتم تناولها واخذ ساعة اخرى من السمر يتم فيها بالترويح على النفس بالقصص والنكت تعويضالساعات المشقّه والتعب ويتم ذلك على دعابة (المداعه )والتقاط انفاس الكيف منهالمن كان يهوى ذلك.

بعدهايتم تبادل الرأي والمشوره استعدادالاجراءات السفر لليوم التالي.ومن ثم يتفرق العير والبحث لكل اسره على مكان  آمن والخلود الى النوم.

مع بزوغ نجمة الفجر يستعد الرحّاله لشد الجمال والحميربعد تناول الفطور ومن ثم التحرك باكرا دون الالتفاته للنظر الى أثارهم التي حفرت قطرات الندى الملتحفه لوجه التراب.

يلتقي العيران ظهرا بعد التفرق الاول وتحديدا في (شعب بايضين)ومرورا (بحجر هل عموره) فهناك يتم المصافحه والمفاقده لبعضهم واخذ اخباركلا من الاخر وماجابهته العواقب طوال ساعات السفر.

حينها يتم التوقف واخذ راحه نهاريه لتجهيز وتناول الغذاء وطبعا سيكون الحاضر فيها ((الفقمى))الوجبه الرئيسيه والمفضله لوادي بر سالم ..فمنهم من  يذهب للقلته لصيد ها  والآخر يجمع اوراق العشر والحطب من اجل انضاجها..وبعد الغذاء مباشرة تشد الرحال صوب المحطه الثانيه لسير الرحله.

٤-  المحطه الثانيه لسير الرحله:

بعد سفر مضني وشاق يتم الوصول الى محطة السير الثانيه وهى (ارض اهل احمد)فيتم المبيت هناك  استعدادا للانطلاقه غدا صوب منطقة (حمّه )القريبه من ذلك المكان.

٥-  المحطه الاخيره(نقطة الوصول)

في الصباح الباكر يتم الانطلاق الى حمه وصولا الى اول مناطقها مع حلول شروق الشمس  وهناك يفوح رائحة المحاصيل مبشرّة لهم بقدوم موسم جديد محمّل برزق كثير وخيروفير ..ملوحة بسنابلها مع نسيم الصباح العليل ولسان حالها يسابق شوق اهلها قائلة: ((اهلا بمن داس العذول واقبل)).. بينما يقف النسيم  محذرا لها:   ((.لاتفرحيش ياسنابل بكره يجيك الحصاد))...

وللحديث بقيه...نلقاكم على خير..

٦-  مسك الختام:

هذا المنشور خاص.. يرسل فقط لابناء وادي برسالم ويمنع ارساله لغيرهم او مشاركته في جروبات اخرى.

وتقبلوا خالص تحياتي...

         اخيكم ومحبكم
                  عبودمحمدمقرع

.