الخميس، 24 ديسمبر 2020

الغراب المتهم/الحلقه الثانيه

*�� الغراب المتهم ��*

      *■ الحلقة _ الثانية ■*

⁩ذهب ورقة إلى زوجته وأخبرها ، ودار بينهما مايلي ..
قال لها : هل تعرفين يوسف التيمي ؟
قالت له : نعم أعرفه ، صديقك فارس فرسان بني فسيله ، الذي قاد جيشه لقتال هؤلاء الانجاس الروافض ، ولما سمعوا بمقدمه دخلوا بيوتهم ولبسوا براقع النساء أليس هو ؟!
قال لها : نعم إنه هو .. وهو يطلب مني أن أرسل معه سعد ليعلمه ركوب الخيل ومنازلة الأبطال .. وجئت أطلب إذن أمه .
قالت له : وماذا تريد إلا ؟؟ إلا أن يكون ابنها فارسا مثل يوسف التيمي ..
قل له : إن ابني ولد من صلب الرجال .. وتربى بحليب أم لم يرى أجنبي منها زينة ..
وقل له : إن ابني مادخل جوفه من مال الحرام دينارا ..
وقل له : إن ابني لا يبكي كالأطفال .. ولا يتدلل كالنساء .. وإنما ربيته ليكون اسما عاليا .. مرفوع الرأس .. بارز الصدر .. محمود المقام .. تحمر عيونه إذا حزن ، ويتمعر وجهه إذا غضب ..
وقل له : إن ابني إذا تكلم صمت له الحكماء ، وإذا خرج تمنت أن تلد مثله النساء ..
وقل له : إن ابني زينة الحي ، ونبراس الديار ، ولن يرى منه إلا ما يسره إن شاء الله .
وقد كنت أتمنى أن يجد ابني مثل يوسف ؛ ليصقله ، ويجعله سيفا يفل الحديد ..
ياورقة ناد لي ابني لأوصيه ..
تبسم ورقة من حديث زوجته وجاء ليوسف وقال له : أبشر فإن أمه فرحت كفرحه ، وقالت كذا وكذا .. فقال يوسف : لا أدري أعجب من الغلام أم أعجب من أمه !!  ، الآن زال استغرابي من حنكة الغلام ما دامت أمه كذلك ..

دخل سعد إلى أمه يمشي كمشية الفرسان ، ويتبسم تبسم المنتصر .
فلما نظرت إليه قالت له : يا بني غير مشيتك ، وارفق بنفسك ؛ فإن الغرور قاتل ، وإن الإعجاب بالنفس مذموم ولكن الثقة بها محمودة ؛ فمن وثق في نفسه تواضع ، ومن نقصت نفسه عن مايريد تكبر وتصنع ..
يابني إن الصدق في القول منجاة لك من المهالك ولو كنت ترى الموت فيه ..
وإن الكذب مهلكة ولو كنت ترى فيه النجاة ..
يابني إنك ذاهب إلى دار ليست بدارك ، وإلى أهل ليسوا بأهلك .. فلا ترفع صوتك ، ولا تظهر غضبك ، ولا تكثر التلفت في بيوت الناس ، ولاتجلس حتى يؤذن لك .. وإذا جلست فلا تجلس بمحاذاة الكبار ، وإذا جعت فلا تطلب الطعام ، وإذا نعست فاطرد عن عينيك المنام حتى يناموا ..
يا بني لا تسأل عما لايعنيك ، ولاتتكلم في ما لا يمسك ..
يا بني إذا مشيت فأسرع الخطى ، وإذا ضربت فاضرب بقسوة ، وإذا عطفت فاعطف بعدل ..
يا بني إن الكبير حرم فاحترمه ، وإن الصغير ضعيف فارحمه ..
يا بني حارب الراحة فإنها أم الكسل ، وحارب النوم فإنه والد الفشل ..
يا بني لا تتمنى ولكن اسعى لما تريد ؛ فإن الأماني خواطر العاجز ، ولكن العزيمة والمضي فيما تأمل هو شأنك ..
يا بني أريد أن أسمع بك مقداما ولو مت ، ولا أريد أن أسمع عنك جبانا ولو كنت حيا معافى ، ولا تتذكر أمك كفتاه تحن إلى أمها .. وإذا ذهبت ماشيا في مقصدك فلا تلتفت إلى الوراء ..
  *" ارحل في أمان الله ورعايته "*

قال لها : أبشري يا أماه ، لقد ولدت رجلا لن يخيب ظنك ، ولن تجدي فيه حسرة .. وودعها ورحل مع يوسف التيمي ..
ولما وصلا إلى ديار فسيلة تفاجأ سعد ابن رقة بما وجد .. وجد أن يوسف زعيم في قومة ، كثير الأبناء ، له سبعة من الولد ومن البنات مثلهم ( أي أربعة عشر بطنا )
ولما رأوا أباهم قد جلب معه صبي  علت الدهشة والإستغراب على وجوههم ..
أما الأولاد فهم :
مصعب ، وجابر ، والبشير ، ومحمد الاعرج ، ويونس ، والفيصل ، واليسع قلب الأسد ..
وأما البنات فهن :
سلمى ، ونعمى ، وأروى ، وليلى ، ونسيبة ، ورفيدة ، والعنود ..

وقد أخذ سعد أياما ليتعرف بهم وأنهم من زوجتين .. وأخذ فترة ليعرف أي من الأبناء ابن أي من الأمهات ..
وفي أول دخوله في عصر الجمعة في الرابع من شهر المحرم قال له يوسف : عليك أن تختار في البيتين مع أيهما تريد المقام
قال له : أريد أن أقيم في أول أيامي سبع أيام مع هؤلاء وسبع مع هؤلاء .. وسأخبرك بعدها بمقامي الدائم ..
قال له : أحسنت ، فبمن تبدأ ؟
قال له : أبدأ بما بدأت به أنت .. زوجتك الأولى وأبنائك الكبار ..
قال له : أحسنت أيها الغلام ، ولكل معضلة لك حلولا ..
فأقام ابن ورقة مع أم الكرام  زوجة يوسف الأولى  وعندها خمسة أولاد وبنتان ..
مصعب ، وجابر ، والبشير ، ومحمد الأعرج ، وبناتها نسيبه ورفيدة .. وكلهم أكبر منه سنا ..
وفرحوا به وأكرموه ، وعلموا من أبيهم أنه ابن صديقه الذي سمعوا به كثيرا .. رجل تاجر من أشراف بني عجلان ..
فأصبحوا من أول الأيام يسمونه الشريف وأحبوه وأعجبوا به الأبناء والأم ، وتمنوا أن يقيم معهم بقية مدته ولكنه كان شرط ..
كان يتمتع بأدب الكبار وبحكمة العلماء وذكاء ليس له مثيل في أبناء عمره ..
وفعل كما أوصته أمه ..
أراد أن يسأل يوسف التيمي عن من من البنات جعلها له في وعده ، ولكنه فضل السكوت ..
ومرت الأيام وأكمل الأسبوع الأول .. ثم قال له يوسف : اليوم يوم انتقالك إلى البيت الثاني أم أنك نسيت ؟ 
قال : لم أنس ولكني أريد منك الإذن لي بذلك ..
ارتحل يوسف إلى بيت زبيدة أم اليسع قلب الأسد  هذا ولدها الكبير وأصغر منه يونس وهو في عمر سعد الشريف ثم الفيصل أصغر الأبناء ومازال يحبو .. وبناتها أروى وسلمى ونعمى وليلى والعنود .. وكلهن دون البلوغ إلا أروى فهي في السابعة عشر ..
ولكن لم يجد في هذه البيت راحته .. فإن الأطفال ضايقوه ، وأساؤوا معاملته ، وكانوا يلعبون بأغراضه ، ويرشون عليه الماء وهو نائم وهم يلعبون به ويسخرون به طول الوقت ..
ولكنه كان صابرا ليكمل أسبوعه ويرتحل إلى بيت أم الكرام التي أكرمته هي وأبنائها الكبار ..
لما كان يومه الأخير قال لهم : سأرتحل منكم إلى بيت أم الكرام
بكت إحدى البنات وتقاطرت دموعها وهي تقول : لأمها امنعيه يا أمي من الذهاب ودعيه يقيم معنا ؛ فإني أحببته ..
قالت لها امها : يا بنيتي لكل أحد مقام يجد فيه راحته ، وأنا أريده أن يرحل إلى هناك ولا أريده أن يقيم معنا هنا ..
فما إن ذهبت الطفلة التي تسمى سلمى وهي في الثامنة من عمرها ..
استفرد سعد بالأم وقال لها : هل لي أن أسألك سؤالا ؟
قالت له : سل مابدا لك ..
قال لها : لماذا تريدين مني أن أرحل عنك إلى أبناء زوجك وفي علمي كل ضرة  تريد أن تتميز على ضرتها .. فما الذي جعلك تتنازلين عن هذا الحق ؟!
قالت له : إنك غلام صغير في عقل رجل كبير حتى نظراتك توحي إلي أنك في الثلاثين من عمرك .. فبصدق لا اطمئن وأنت تسرح مع بناتي وتمرح .. هل تقول الصدق إذا سألتك ؟
قال : سلي ، قالت له : هل أعجبك شئ في بناتي ؟
فتبسم وقال لها : أصدقك القول  فإن سلمى الباكية هذه قد شغلت قلبي ، وشغلتني في منامي وأحلامي  فسأجعلها لي ولا أريد سواها ، فإما أن أرحل  وإما أن تحجبيها مني ؛ فإني إذا رأيتها خفق قلبي وارتجفت أطرافي كقصبة في مهب الريح .. قالت : ارحل ارحل قبل أن يسمعك أحد .. ألا تستطيع أن تكذب وتخفي هذا القول ؟!
رحل ابن ورقة إلى أم الكرام ، وزبيدة أخبرت زوجها بما قال الغلام ، فغضب يوسف التيمي عضبا شديدا ، ونادى سعد .. فجاء سعد ووقف أمامه  ووجه يوسف التيمي يتقطع من الغضب ..
نظر ابن ورقة إلى عيني يوسف ولم يرف له جفن ولم ترتعش له يد .. كان ثابتا لا يظهر على وجهه شيء من الفزع
قال له يوسف : ما هذا الذي أسمعه يا فتى ؟
قال : هل أخبرتك زوجتك بقولي ؟
قال : نعم .. وهل أنت تعترف بما تقول ؟
قال له : ليس هنالك أمر عيب فأنكره ، ولم أقل شيئا يستحق مني الخوف من عضبك .. سألتني زوجتك عما أشعر فأخبرتها بالحقيقة .. أنتم أهل الشأن إن كان ماقلته يستحق العقاب فعلى الدنيا السلام  .. من أجل هذه النظرات التي تنظر بها إلي يكذب عليكم أولادكم ، وينكرون مايفعلون خوفا فتدفعونهم إلى الكذب دفعا .. لكن لن تجدني جبانا لو قتلتني ..
قل يا عماه ماذا أغضبك في قولي ؟
لأنني شعرت في قلبي شعورا لا تحكم لي فيه ؟ أم لأنني تكلمت بالصدق عما شعرت به ؟
قال له يوسف : كان لك من أول أن شعرت هذا الشعور أن تغادر الدار ..
قال له : لماذا ؟ أنا لا أخاف على أحد من نفسي .. لا تسول لي نفسي أمرا يجر علي اللوم ويصغرني في أعين الرجال .. أنا لا أخون من يطعمني في داره ..
انقضت فترتي ولم ير مني أولادك غير البر والإحسان ، واحتمال الأذى والصبر المتواصل ..
" كل هذا الحديث يدور بين سعد ويوسف وزبيدة تنظر إليهم .. "
التفت إليها زوجها يوسف وقال لها : هل رأيت منه ما يجعلك تشكين في شيء يا زبيدة ؟
قالت : اللهم لا .. ما لفتني شيء غير وعيه الزائد ، وعقله الراجح .. فرأيت أنه ليس كالأطفال فانتابني الخوف منه فسألته ذلك ..
قال له يوسف : يا بني ليس لدينا عليك مأخذ حت نعاتبك ، ولا نستطيع أن نرميك بسوء لم تفعله فنعاقبك .. ولكن ابتعد عن أطفالي ..
قال له سعد : سأفعل .. ولكن هل لي بكلام قبل أن أغادر محكمتك ؟
قال له : قل .. أنا أسمعك ..
قال له : يا عماه لقد وعدتني بتزويج ابنتك  وأنا قد اخترت سلمى  فأريدك أن تجدد العهد لي بها تحديدا  ولا أريد غيرها ..
قال له : يابني إن الأوان لم يئن لهذا الكلام  ونحن أتينا بك للتعليم ..
قال له : ولا يمنع ذلك ياعمي أن أعلم من هي شريكتي في حياتي ..
قال له يوسف : قل أني وافقت لك عليها .. ثم كبرت ورفضتك  ماذا تفعل ؟
قال له : تكون أنت قد أفيت بعهدك ، ولكن الله لم يقسم لي فيها نصيب ..
فليس عليك بعدها ملامة ..
قال له : أقول لك حسنا .. وماذا تقولين يا أم سلمى ؟
قالت له : أنا لم أعده بشيء .. ولن أعترض اليوم على عهدك له ، ولكن لي كلمتي في وقتها  فلكل حدث حديث ..
ارتحل ابن ورقة إلى دار أم الكرام وكان بين الدارين سبعمائة خطوة حسبها سعد يوم ارتحل بينهما ..
وأقام ابن ورقة مع أم الكرام أربع سنوات .. كان يحبها حبا جما .. يحترمها .. فمثلت له أمه وعطفت عليه وأحبته .. كانت تؤثره بالطعام الجيد على أولادها .. إذ أنه أصغر من في البيت ..
كان أولاد أم الكرام فرسان أشاوس لا يشق لهم غبار ولا تلين لهم قناة ولا يستطيع المحاربون مجابهتم في ساحات الوغى ..
في هذه السنوات التي أخذها سعد تعلم كل شيء  فكان يخرج لمجالس العرب فيسمع العلم والفقه والأدب والحكمة والشعر والقصص .. وتعلم فنون القتال وأسرار الحروب من يوسف التيمي ..
وتدرب كثيرا مع أبنائه المحاربين الأفذاذ .. وكان ذكيا لبقا لماحا ..لما بلغ السادسة عشر من عمره لم يكن أحد في البقاع  والأصقاع يستطيع منازلته ..
لكنه كان دائما مشغول البال بسلمى التي منذ أن خرج من بيته لم يراها ولا مرة ..
حتى في يوم موت أخيها جابر .. ابن أبيها توفي في الثلاثين من عمره .. بسبب الحمر التي اجتاحت اليمن في تلك الأيام ( وكانت تسمى حمى السحايا .. وهو السحائي المعروف ) ..
لم تخرج سلمي في وفاة أخيها ، ولم تحضر جنازته ، ولم يستطيع سعد أن يسأل عنها طيلة تلك الفترة ..
كل أخواتها الصغار والكبار يخرجن إلى العزاء ويذهبن إلى الجوار والأعراس إلا سلمى ، وكل ما يريد سعد أن يسأل عن سبب عدم خروجها كأن شيئا يمسكه ويمنعه ، ولكن جل تفكيره يقول أنهم ربما يمنعونها الخروج خوفا عليها مني ..
في تلك الفترة كانت الحروب في هذه المنطقة .. تتلاشى وتضمحل  غارات هنا وهناك من طوائف الشيعة الروافض على بعض القبائل السنية ..
وكان يوسف التيمي قائد الجناح العسكري في السنة .. وكان ابن عمه القاسم ابن عبد الله التيمي .. من جهابذة العلماء الذين كانوا ينيرون الليالي بعلومهم الغزيرة .. وكان أيضا بعض الصعاليك البدو يعتدون على الإبل ويسرقونها وكثيرا مايقطعون الطريق على المسافرين والتجار فينهبون أموالهم ويسوقون إبلهم .. وبعد ذلك إما يقتلوهم أو يتركوهم في الصحراء للموت بالعطش ..
ولما بلغ سعد السابعة عشر من عمره وقد قوي عوده ، وسمك جسده .. فكر في الرجوع إلى أهله .. تغيرت فيه كثير من الطباع .. فأصبح كثير السكوت .. يطيل النظر إلى الأرض .. كثير الحياء والخجل ..

جلس يوما في الصباح أمام يوسف التيمي ورأسه مطأطأ إلى الأرض بكل أدب  وقال له : يا عماه  منذ شهر وأنا أريد أن أتحدث معك ولكن الحياء منك يمنعني فاليوم جررت الغطاء على قلبي لأخاطبك ياعماه .. لقد أكرمت نزلي ، وعطفت علي عطف الوالد على ولده ، وربيتني كأنني من صلبك .. ما رأيت منك ظلما ، ولا بخلا ، ولا سوءا .. فأصبحت عندي بمقام أبي ، وإنني لا أقوى على فراقك ، ولا على فراق أمي أم الكرام ، ولا إخوتي .. ولكن لكل أمر منتهى ، ولكل مدخل مخرج .. الفترة التي رمناها تمت ونلت الهدف .. فقد علمتني ماجئت من أجله ، وما لم آت من أجله .. فلم أكن أعلم أني سأتعلم الفقه والعلم والأدب والشعر علاوة على فنون القتال .. فكم من الفضل لك علي بعد الله .. وأن لساني يخذلني أن أوفيك شكرا .. وإني أطلب الإذن بالرحيل إلى داري وأنا ملتفح  بالخجل ومتسربل بالحياء ..
فقال له يوسف التيمي : لقد أكملت تعليمك ، وأصبحت بطلا تهابه الفرسان ، وجبلا تخاف منه الرياح .. ولكن قبل أن تذهب  لنا دين عليك نريد أن تقضيه وعندنا لك وعود نريد أن نوفيها لك  ..
فلما قال له ذلك فرح سعد فرحا عظيما .. وأخيرا سيهنأ بلقاء سلمى التي طالما اشتاقت نفسه لرؤياها ..
قال له : أما الدين الذي عليك هو أن بني سهيل جيراننا قد أغار عليهم بدو من جهة صيعر وقادوا منهم ثلاث من أعرق الإبل وأنقاها .. وأن أخوك البشير أراد أن يلحق بهم ويرد لبني سهيل إبلهم  فهل تستطيع أن تركب بدله وتذهب إلى هؤلاء الصعاليك البدو وترجع لبني سهيل مالهم ؟
قال : سمعا وطاعة يا عماه .. سأذيقهم مر العذاب ، وسأنزع منهم الحق الذي سلبوه ..
قال يوسف : يا بني اركب فرسي الذي وعدتك به ، واحمل سيفي الذي وعدتك به ، وانتصر عليهم ثم سيفي وجوادي حلال عليك سواء نجحت في مسعاك أم لم تنجح ..
قال له : يا عماه ماشأن الوعد الثالث ؟
قال : أنا على وعدي لأزوجك سلمى ولكن أخشى أن تنكص أنت عهدك وتغير مطلبك فخير لنا أن نسكت ونترك هذا الوعد لئلا يكون لك امتحانا عسيرا يابني ..
قال : قل يا عماه فإنك لن تجدني جبانا ولا عاجزا ..
قال يوسف : يا بني إن سلمى مريضة منذ أربع سنوات ..
*( ماهو شعور سعد بعد أن سمع بمرض سلمى ؟ وما هو المرض يا ترى ؟! )*
*---------------------------*
*" إلى اللقاء في الحلقه الثالثة بمشيئة الله تعالى "*

الثلاثاء، 8 ديسمبر 2020

ايش ذنبي/للشاعرعادل سند

ايـــش ذنبـــــــــي
   ===============

كبلــوني بقيـود القـهـر في جـنة عـدن
بعدما أهديتهم إخلاص أهدوني كفــن
حاربونـي بغذائـي .. بدوائـي .. بالفتـن
ايش ذنبي غير انّي أعشق اتراب الوطن

             ................

يا عروس البحر بوحي بالجراح على الملاء
اسأليهم هل تجوز الحرب في وادي سلاء ؟!
أم تواشيح السلاء ماتت بمحراب  الزمـن   
ايش ذنبي غير انّي أعشق اتراب الوطـن

             ................

كلما حان بزوغ الفجر يعترض الغروب
ينتشي بالفخر في زرع  المصائب والحروب
هكذا يقتات من ضرع الكوارث والمحـن
ايش ذنبي غير أنّي أعشق اتراب الوطن

            ..................

حاربوني في معاشي والمياه والكهرباء
منعوا عني صلاة الشكر من مسجد قبـاء
نسجوا لي من خيوط النصر فستان الحزن
ايش ذنبي غير انّي أعشـق اتراب الوطـن

              ..................

يعشقون الرقص يومياً على جرح الألم
لم أجــد ذرة فيهم  للمبـادى  والقيـم !
فلقد  باعـوا  مبادئهم بكرسـي العفـن
ايش ذنبي غير انّي أعشق اتراب الوطن

              ......................

لن يطول القهر في قلبي وأوجـاع العـنا
سوف أبقى شامخاً كالطود  واقف هاهنا
وطنـي سـاكن بروحـي وبقلبـي له سكـن 
أيش ذنبي غير انّي أعشق اتراب الوطـن

  الشاعر / عادل سند

الثلاثاء، 27 أكتوبر 2020

نادي شباب يرامس الآمال والتطلعات

نادي شباب يرامس..الآمال والتطلّعات!!

-------------------------------------------

بادئ ذي بدء..نهنئ انفسنا بكل خطوه خطوناها نحو الأمل المنشود لتأسيس نادي شباب يرامس الرياضي وليعلم اجيالنا وابناءنا بان هذه الخطوه ليست خطوتنا وخطوتهم فحسب..بل هي امتداد لخطوات من سبقونا في تحقيق هذا الحلم مزمنّه من عهد الستينات ومرورا بكل المنعطفات التي واجهت تعثر مرير نحو تحقيق هذا الهدف.

وعليه نحط آمالنا جميعا ودون استثناء والعهده اليوم على شبابنا والذي يحذونا الامل فيهم بان يجعلوا نصاب أعينهم بلورة ذلك الهدف فاعلين ومتفاعلين محقّقين بأذن الله الانتصارات تلو الأنتصارات في سماء المستديره.

ولاننسى بان الفكره تبلورت وان لارجعة في ذلك حتى يرى نادينا نوره بالاعتراف الرسمي..لذا يتطلب منّا جميعا شحذ الهمم والتكاتف والبدء بخطوات اكثر جديه لجانب ماتحقق من اخوتنا في ادارة النادي ..شاكرين سعيهم المثمر والذي لم يتأتى الا بعزائم واصرار لايلين محققين للنادي بعض الخطوات نتمنى بان تكون مداميك للانطلاقه نحو غايتنا المنشوده في ابراز تاريخ وادي يرامس بكل اطيافه الرياضي والثقافي والفني والانساني.

وعليه وبهذا المقام ان اذكّر نفسي واذكّركم جميعا بان خطوتنا لتأسيس النادي يجب ان لاتكون قاصره للرياضه فقط..يجب ان تضعوا نصب اعينكم بان غايتنا تجميع شبابنا والتعارف فيما بينهم وتوجيههم توجيها صحيحا نحو الألفه والمحبه والتقارب والود وترشيدهم ترشيدا جيدا نحو مخاطرالجريمه و الثأر والمخدرات ونحوها ..والنأي بشبابنا ومتابعتهم لرفع سمعة وادينا يرامس بعد ان ترامت اطرافنا وجرت بنا مقاديرتفرق اسباب المعيشه.

اخوتي وابنائي..

بالطبع ستواجهنا العراقيل والعقبات يجب علينا جميعا السير بخطى ثابته  وان لانعير اهتمامنا لاصوات النشاز واعداء النجاح..فالعمل الذي نقوم به جميعا ليس بالسهل ولا بالامر الهين خصوصا وانه اتى في ضروف استثنائيه عصيبه عطلت مناحي الحياه بمافيها الرياضه.

لذا احذروا الفرقه وخلاف الرأي على ان نسعى دوما ان نكون مكملين لافكار بعضنا متجاوزين كل نقاط الخلاف وان نضع نصب اعينا بان يكون شعارنا دوما((كلنا يرامس))من اعلاه الئ ادناه وأن نحط ايدينا وثقتنا بادارة النادي لمساندتهم في ترشيد باقي المهام في الجوانب الفنيه والاعلاميه وان لانترك جل الهم على عاتق ادارة النادي والامانه العامه..

نصيحه لادارة النادي:

انتم نواة هذا العمل والحلقه الاقوى في السلسله ..وعليه علقت عليكم الآمال والتطلعات فالفشل والنجاح وارد ..فقط عليكم تفعيل كل جوانب فروعكم ووسعوا صدوركم لبعضكم واي استقاله في هذا الضرف مرفوضه جملة وتفصيلا..فهي ليست الحل..فالحل يكمن في تجاوز الخلاف طالما تؤمنوا بأن هناك عراقيل وهناك فشل ونجاح وسمعه ملقاه على عواتقكم..اجعلوا من تاريخنا الرياضي ان يدون اسمائكم في انصع صفحاته فانتم الأس والأساس في انجاح هذا التطلّع.

شكر جزيلا لكل من دعم وساند  فكرةتأسيس النادي ماديا ومعنويا..والشكر موصلول ايضا  للجنه التحضيريه نواة ذلك الجهد وكذا رؤساء واعضاء اللجان التنسيقيه المترجمون للفكره واخراجها حيز الواقع.

وفقنا واياكم جميعا لما فيه الخير وسداد الرأي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اخيكم:

             (عبودمحمدمقرع) 

ليه وعدني وغاب/القمندان

قصة قصيده

كانت زوجة الشاعر الكبير القمندان يومها غاسله تقريبا بعد الحمل والوضع أعطاها القمندان مبلغ من المال وقلها توفي وتكمل مراسيم الغسل ومنها وعمل الخضاب النقشه وشراء الفل والذي منه وبعد الظهر خرج يخزن مع أصحابه وزوجته راحت عملت المطلوب وزياده وجلست في البيت في انتظاره مر المغرب والعشاء والقمندان لم يأتي إلى منتصف الليل ووصل البيت متأخر وجاء يطرق الباب محد يرد ويدق الباب محد يرد ولسان حال زوجته يقول ارجع من حيث ماكنت والقمندان يدق الباب ويقول افتح الباب افتح الباب مسك هذه الكلمتين مافتحوا له الباب مشى وهو زعلان إلى عند أحد أصدقائه المقربين حكى له ماحصل معه وهو لازال يردد افتح الباب افتح الباب يرد عليه صديقه َلا بايقع دوب قبقاب بعدها انطلق لسان القمندان بهذه القصيده

ليه وعدني وعاب قفّل على نفسه الباب
يا حقيب الخضاب

افتح الباب والا بايقع دوب قبقاب
أوجس القلب ذاب

ليه ضاع الحساب تسلّق حزيران في آب
قد كشفنا النقاب

المحبّة عذاب من صابه الله بها صاب
ذاك فصل الخطاب

في الحسيني مست خبره جماعه وأحباب
والسمر طاب طاب

يسحبوا الأنس بين الفلّ والورد سحباب
في جناين عجاب

ثمَّ صوت الرباب والعود والماء ينساب
والمطر والسحاب

اسكبوا لي شراب قهوه قرنفل وعنّاب
بعد ماء الكزاب

قد دنى الأنس كان أي قاب قوسين أو قاب
فاسقني والصحاب

اسقني اسقني من أنكر العشق كذّاب
قال غير الصواب

ليه ليه العتاب ما فيش للعتب أسباب
من سعى فيه خاب
....
..
منقوووووول

حديث من الذكريات/عبودمحمدمقرع

حديث من الذكريات..

----------------------------------------------

كتب/.العميدالركن/ عبودمقرع
-------------------------------------------------

أجمل لحضات الولع أستذكار الذكرى وأمتع من الذكرى سرد أحداثها..خصوصا اذا تعلقت بحدث المكان والزمان يخالطها حنين الاخلّاء والأصدقاء ومن شابت غيابه ضروف الحياه.

ذات مره وتحديد في مطّلع تسعينات القرن الماضي حين كنّا نعيش تلك الايام زخم الوحده في ايام نشوتها ذهبت مع صديق لي الى( مولدسعيده)..كانت اولى رحلة لي لذلك المكان لمانسمع عنه  على لسان العامه بانه مولد يسلتزم السكينه والقداسه وووو.

وبطبعي كغيري من البشر شدني الحدث ونويت السفر مع صديقي لمعرفة نوع قداسة ذلك المكان ..وصلنا مع حلول اذان المغرب ..
كان مهرجانا للتجمع يحوي خليط للجنسين ..مارست فيه طقوس ماانزل الله بها من سلطان ناهيك عن الاختلاط الذي لاينذر بشي لوجود تلك القداسه.

ماعلينا..

شدّني في ذلك المكان الزوامل والمهاجل وحب الشعر..ومن طريف المواقف انه في صبيحة ثاني ايام المولد تحديدا.. حضر محافظ  ابين(يحي الراعي)وزبانيته من مرافقين ومسؤلين آنذاااك!!

كان ذلك الصباح جميل تتساقط بعض زخات المطر اضفت عليه جمالية المنظر.

بحضور المحافظ كان لابد من اقامة مهجل ..فتدافعت القبائل كلا يريد تسجيل حضوره وكان هناك عرفا بينهم.. احدهم يقيمه الصباح والاخر يقيمه العصر ..لكن وروده للمكان بذلك التوقيت جعلهم يكسرون ذلك العرف ويدخلون في اشكاليه كادت توصلهم للاختلاف او الاقتتال.

المهم تدافعت رجال الله وكل منهم لسان حاله هو الافضل لينال رضى المحافظ وعطاياه السخيه.. بيد ان الراعي كان ماسك زمام المحافضه ولديه من الامكانيه ما تمكّنه أن ينثر فوق العروس الدراهمُ..

بعد مد وجزر اتفقت القبائل على قيام مهجل مشترك من صفين دحضا للفتنه..ولكن الامتعاض أثّر على الشعراء واستهجانهم  الامر الذي ظهر ذلك التأثير في اقوالهم..خصوصا وان فيهم المؤتمري والاشتراكي والناصري ولفيف من مسميات ذلك الوقت.

كانت القبائل تأخذهم النشوه  بعيدا في حضور  المحافظ ولسان حالهم (كالأعمى الذي لقي حليه وامسى يدرجها)..غير آبهين باسباب قدومه ونواياه في وقت كانت تعصف بالناس التكتلات والمواقف السياسيه ..غير مستشعرين ماتخفيه لهم الايام والاقدار مفرزه لهم بعد ذلك حرب صيف(1994)حصدت الاخضر واليابس.

نعود لمهجلنا..أصطفت القبائل بعرف البداوه في صفين وكل شاعر آتى بما في جعبته يتداخل في اقوالهم اللغز والرمزيه..لايفهمها الا من له باع في الشعر وملم بهجزه ورجزه وصدره وعجزه..فالشعر له ناسه وله افراسه وابله لاتمكن الراعي فهمهانظرا لقصوره في هذا المضمار .

بدأت المنازله استهلها الشاعر السعيدي قائلا:

كان النبي موسى بيده عصا
والراعي الكذاب قدضيع عصاه

والذيب ينهش في ضعيفات الغنم
والذيب ينهش لاغفل عين الرعاه.

ساد صمت الحاضرون وجفت الالسنه بالحناجر وتسارقوا الناس الانظار فيما بينها عاجزين الخلاص من هذا الموقف..لكن بداهت الشاعر تداركت الموقف تجاه الضيف..لم تبلغ الصفوف دورتها الاولى الا واوقفهم الشاعر بعد ان ادرك زلته..فالعرف لايسمح بالاساءه للضيف فما بالك حينما يكون القادم جمعته الصفتان ضيف ومسؤلا في الدوله.. فقال:

كانت بريطانيه حاكم شعبنا
وامروس جابواحزب شوعي مانباه

ان قلت بعده سرت ماشي لي رضا
وان قلت باقفي خايف من وباه

حينها ضحك المحافظ مقهقا ..فهم الثانيه ولم يفهم الاولى والحمدلله على سلامة الموقف.

خلاصه:

ان كنت مسؤلا وحضرت مهجل من هذه المهاجل وكان من امثال السعيدي حاضرا قع فطن وانتبه على عصاك..نلقاكم على خير.

الاربعاء23اكتوبر2020

دوري العيسائي../عبودمحمدمقرع

دوري الفقيد العيسائي..حضرت الخشونه وغابت الاخلاق!!

------+----------------------------------------

كما تعلمناونسمع بأن الرياضه هي الفن والذوق والاخلاق..ولكن ماشاهدناه امس في المباراه التي جمعت(نصرباتيس×شباب يرامس)
يخلوا تماما من ذلك  كون الاول آثر في نفسه الا ان تكون الخشونه حاضره لذا غابت الاخلاق وحضرت الخشونه و افتقدنا طعم اللقاء.

للاسف الشديد ونقولها بحسره للجنه المنظمه و لنصر باتيس والقائمين عليه مافائدة اللقاءات الرياضيه اذا بيتت النيه المهم نفوز وباي طريقة كانت؟؟

مافائدة التجمعات الرياضيه اذا بنيت عالخشونه وغيبنا فيها الحب والاخلاق والود الرياضي الذي يجمع ولايفرق؟؟

مافائدة اللقاء الذي تحضرك باحدى عشرا لاعبا وتنهيه ولديك من هم محمولين على النقالات؟؟

لقاء امس واحد من هذه اللقاءات والذي لانتمناها تتكرر ..حيث رعاها حكام حالهم (كالاطرش بالزفه)..لذا سادت الاخطاء التحكيميه بالهبل وهم يروا الخشونه حاضره بأم اعينهم خصوصا بعد تسجيل شباب يرامس هدفهم الاول..

في هذا اللقاء..صام الحكم وصامت صفارته وصامت في  جيبه بطائق الانذار واسفرت عن اصابة  النجم وصاحب الهدف الاول(محمد عوض حسن).. لم تمكنه تلك الأصابه من مواصلة اللعب واكمال المباراه ناهيك عن من اصيب وواصل اللقاء بنفسيه محبطه من ظلم الحكم وقهره.

ماذا نقول :  هل نقول عشمنا او آسفنا للجنه المنظمه التي احضرت حكاما لايفقه من التحكيم الا اسمه..فادارتهم للقاء حضرت الخشونه وغابت لمسات الابداع وساد الامتعاض لمن حضر وشاهد تلك المباراه.

ختاما:

يحذونا الامل للجنه المنظمه بان تنظر في طلب الاحتجاج المقدم من ادارة نادي شباب يرامس والذي حمل الآهات بسب رزمه من الاخطاء التحكيميه وبظلم متعمد دبر بليل.

                  وسلامتكم..

                  عبود محمد مقرع

                            الاحد/25/10/2020