الثلاثاء، 17 سبتمبر 2019

سالمين وشوعي الفنان/محمدعكف عوض

*سالمين وشوعي الفنان*

*قصة قصيرة من الواقع اللحجي*

*عقيد محمدعكف عوض 26-6-2019 زنجبار*
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،"""""""""""""""""""""""""""""""
*بمناسبة الذكرى الواحدة والاربعين لاستشهاد الزعيم التاريخي لثورة 14اكتوبر 1963 الرئيس الشهيد سالم* *ربيع علي سالمين رحمة الله عليه اسرد لكم هذه القصة كذكرى وتكريم لهذا الرجل المتواضع صاحب مشروع* *الدولة وباني نهضة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية خلال ثمان سنوات فقط!*

*..انفض العزاء وذهب كلا ً إلى غايته وبقيت أم شوعي  تتجرع الآلآم والحسرات* *والزفرات وتبات في نياح وأنين ولوعة وتذّكر لولدها حبيبها شوعي الفنان والتي لاتزال* *رنات ضحكاته ترن في أُذنيها وتزن كأزيز النحل.*

*أختفى شوعي فجأة ولم يظهر له اي اثر في اي مكان   من محافظته الحبيبة لحج الخضيرة  او اي محافظة* *اخرى وبعد ان استنفذت  الاسرة كافة السبل للبحث عنه وعدم العثور عليه !*

*وذات يوم بينما الحجة ام محمد ساقتها الأقدار للجلوس تحت ضل شجرة مريمر بالقرب من الطريق العام المؤدي إلى عدن في* *منطقة صبر بجانب مقر اتخذ كثكنة عسكرية فإذا بمجموعة عساكر يقتادون شخص قد بدأ عليه التعب وتغيرت* *ملامحه !!شوعي الفنان !!شوعي الفنان!! صاحت الحجة ام محمد.*

*تعرفيه ياحجة ؟قال احد العسكر .*

*كيف ماشي اعرفه !!!!وآبووي أنا !!!شو شو اللي هدِيته أنا ؟؟؟ شوعي شوعي !!*

*مالش ياحجة ؟؟ شو وقع لش ؟؟*

*ياابني ذا الوليد قد سلَّقوا عليه أهله قبل سنة !!*

*خلاص ياحجة خبري اهله يروحوا عند سالمين ويتحاواو إبنهم بسرعة!*

*ذهبت الحجة ام محمد من فورها لبيت ابو شوعي وتصيح وهي بنصف الطريق وابو شوعي وابو* شوعي !!

*خرج ابو شوعي وبعض الجيران مالش ياام محمد شو تبي شو تبي ؟*

*شوعي شوعي حصلت شوعي ابنك !شفته بعيوني*

*شوه انتي شوه تقولي  ؟شوعي قد مات وقد طوينا سلقته قبل سنة!*

*شوه انا بايتوه عني شوعي والله انه شوعي ذي لاينكر !!اسمعني يابو شوعي  الآن تتحرك عند سالمين !شعهم قالوا مالها إلا سالمين ومافيش وقت لاعاد يطيرو به  !*

*تحرك الاب واسرته بسرعة ومن وقته  عند* *سالمين وأخبروه بالقصة وقال لهم اسبقوني وانا بااكمل شوية شغل وباألحق بكم!*

*بعد ساعة و سالمين واهل شوعي في الحجز بعد ان ألتقت اسرته به تعانق الجميع في موقف لايوصف ولايصدق وصارت الدموع تبلل  مآقيهم .*

*يسأل سالمين كم لك مسجون ياابني؟*

*-سنتين وخمسة عشر يوم* .

*-من سجنك ياابني؟*

*-فلان ابن فلان* ...

*احضرو السجان امام سالمين وسأله لماذا سجنتوه وبهذه الطريقةالمهينة؟ وهل* *حاكمتموه* ؟

- *هذا مختلس يارئيس!*

- *إذا كان مختلس باتحاكموه محاكمة عادلة !*

- *الآن تدخل انت السجن بدلا ً عنه حتى ننظر في امرك!*

*أعتذر سالمين لشوعي واسرته وخيّره بالعمل الذي يريده !*

*فأختار شوعي العمل في الفن وكان له ذلك في مدرسة سالمين للبدو الرحل المركز الرابع لحج تبع الفرقة الفنية عازف كمان !*

*شكرا ً سالمين شكرا ً سالمين كادت الام تطير من الفرحة وهي تعانق الرئيس  وتشكر الله الذي جمعها* *بسالمين وابنها معا ً ولطالما تمنت ان تلتقي سالمين.*

             -  *تمت* -

الاطفال يشيبون عند الفجر..للقاص/ محمدعبدالولي

الأطفال يشيبون عند الفجر   للروائي محمد عبدالولي

الظلام أسود أسود أسود والليل بارد بارد بارد والأشباح تملأ المكان، خوفاً وطلقات بعيدة تردد الجبال والوديان صداها، الأسلحة تجمدت فوقها الأيدي، الدم الحار التحم بالقصب البارد، حبات الرصاص كانت دافئة مثل القلوب القليلة التي تخفق في الربوة.. الليل طويل، طويل، طويل، والدقائق دهور والساعات عصور هل يدرك أولئك معنى الموت؟
الأعين تدور بامتعاض عن المدينة التي تقبع وراءهم، الربوة تشرف على سهل والسهل أجرد أغبر-ألوان الموت-لا لون آخر للسهل كل شيء أغبر الناس. والتراب، والصخور، والشجر القليل المتناثر-العيون تتعود على الظلام لكن البرد يجمد الرؤيا، ولكنه لا يبلد الإحساس، كانوا سبعة وضابط كانوا نعم سبعة وضابط... ولكن هز الليل رأسه بهزء.
سبعة أمامه بلون الظلام والبرد يضحك باستهزاء وهو ينخر عظامهم التي لم تستطع ملابس الجيش القليلة أن تحمي اللحم الذي يغطي العظام. علب مبعثرة بعضها مليان والبعض الآخر فارغ وما داخل العلب يثير الغثيان بعد أن جمده البرد. كانوا يأكلون حتى لا يموتون جوعاً كانوا يعرفون تماماً أن الموت قادم لكن لا يريدون الموت جوعاً، ولذا كانوا يأكلون في زاوية الخيمة. نعم كانت لهم خيمة قديمة من بقايا ما تعطف به الصليب الأحمر ذات يوم ليوضع في مناطق دافئة تحمي المرضى من أشعة الشمس ولكن الذين في المدينة يفهمون الفرق بين خيمة وأخرى ولذا كانت الرياح قد مزقت الخيمة ولم يبق منها سوى نتف ترفعها الرياح لتذكر المجموعة بأنهم لا يزالون فوق الربوة، بجانب الخيمة كوم من الكدم تكبر كل يوم لأنهم لم يتعودا طعم الكدم الذي يشبه بقاياهم التي يتركونها في أي مكان. كانوا سبعة وضابط. الدفء الوحيد في الخيمة هو أنهم جميعاً معا انتقلت السيجارة من مكان إلى آخر، وضوءها الخافت تخفيه أيديهم لئلا يكتشف العدو مكانهم، ولكي تدفئ الشعلة أيديهم المتجمدة. كان الوقت نهاية ديسمبر وبعد دقائق سيحتفل العالم كله ما عداهم بقدوم عام جديد. أما السبعة والضابط فلم يكونوا يعرفون في أي يوم هم وماذا يعني عام جديد مضى عليهم منذ أن احتلوا هذه الربوة، وبقوافيها أسبوع وهم يهاجمون كل ليلة ولم ينهزموا فقدوا الكثير وعددهم سبعة وضابط برتبة ملازم ثان، ولكن هنا لا يمكن أن تجد فرقا بينهم فكلهم لم يعرف الحلاقة بعد، ولم يتعد أكبرهم السادسة عشرة الضابط نفسه كان بالأمس طالبا في الكلية، وهو الآن يقاتل منذ أن بدأ الحصار. المدفع أمامهم صغير في السن أيضاً. تسلموه قبل شهر وكان في صندوق. لم يمض على صنعه سوى سنين في مثل عمر أصغرهم ولذا فهم من جيل واحد، وكانوا جميعاً يحبون مدفعهم ويعتنون به وخاصة عندما يقهقه في وجه العدو يتمنى كل واحد أن يقهقه معه. لا قمر في السماء والليل بارد، والظلام أسود، وقلوبهم دافئة أما أيديهم فقد تجمدت على الأسلحة، تأخر العدو هذه الليلة كما تأخرت المدينة خلفهم من تزويدهم بالأغذية والمؤن وعيونهم تخترق الظلام وتمسح السهل الأغبر تحت الربوة سيسقط الجبل غداً بيد زملائهم وعندها لن يكون لمدفعهم فائدة عسكرية، وسيعودون إلى مواقع أخرى، أو إلى المدينة كان أصغرهم في الحادي عشرة- أسمه علي، هو من عتمة. انضم قبل عام وقاتل في عدة مواقع وكان يريد أن ينام. ليحلم بالبقر والغنم الذي تركهم وهرب. كان راعياً لكنه مع ذلك مثله مثل بقية زملائه السبعة رعاة من أبناء فلاحي عتمة وريمه وحراز وكان واحد منهم من صنعاء واسمه يحيى، كان لصا قبل أن ينضم (وكان يعرف كل سجون صنعاء. الرادع بقى به سنة، والقلعة تردد عليها مرات، وسجن الداخلية والمباحث الجنائية والمركز وكل السجون فقد كان لصاً.
منذ أن بلغ السابعة ومارس مهنته بجدارة حتى بلغ الثانية عشرة وقبل الحصار حمل البندقية: سرق مرة وهو يحمل البندقية وقال أنها سرقة شريفة-فقد سرق مسدس أحد العقداء عندما هجم العدو وهرب العقيد.. ارتمى في الخندق وبدأ يزحف بعيداً ورأى يحيى مسدس العقيد وبعد لحظات ورغم تناثر الدانات على الموقع كان المسدس قد اختفى-أما العقيد فقد حمدالله على نجاته عندما وصل إلى صنعاء-وبعد أيام كان في مهمة إلى الخارج. وبقى المسدس مع يحيى فترة ثم باعه ليشتري له ولبعض زملائه ملابس للشتاء القارس فوق الجبال. حتى الضابط قصته عادية سوى أنه أفضل من البقية لأنه يعرف القراءة والكتابة- درس حتى المتوسط. ولم يكن يقرأ سوى بعض الكتب الدينية-وبعض الجرائد-غير أنه في الفترة الأخيرة بدأ يعرف أفكاراً جديدة لم يكن يدري أنها موجودة، وكان أحياناً يقصها لجنوده وهذا ما جعلهم يعتبرونه منهم خاصة وأنه لم يهرب من أي معركة مثل بقية الضباط.
قال يحيى بصوت هامس لماذا تأخروا الليلة؟ وأجاب علي وصوته ناعس: ربما ناموا. تحرك الضابط نحوهم وقال: لدي إحساس بأنهم يدبرون شيئاً، تجمعوا في حلقة، وكانت عيونهم تخترق الظلام ولم يكن (البرد يعني شيئاً). تحدث الحرازي وقال. اسمعوا لا بد أنهم يريدوننا أن ننتظرهم بينما هم نيام، وعند الفجر يهجمون ونكون نحن في إرهاق. فنظر الضابط في ساعته وكانت في منتصف الليل أصدر أمراً بأن ينام النصف ساعتين وأن يبقى النصف في يقظة لم يكن علي يحتاج للأمر فقد كان يحلم بأمه تسقيه قهوة حارة أعادت لخده الحرارة ورسمت ظل ابتسامة فوق شفتيه.
استقبل العالم العام الجديد وفوق الربوة التي تبعد عشرين كيلو متر من صنعاء كان سبعة وضابط يخفيهم الظلام، ويحتويهم البرد، لا يعلمون بأن عاماً جديداً مر بجانبهم. هناك بالمدينة كانت بعض الأنوار. وكانت قوارير تثير الدفء وكؤوس ترفع. ولقد لاحظ أحدهم بضعة منازل أطفأت أنوارها الدقيقة ثم عادت من جديد للنور. يحي يدمدم بصوته الحنون أغنية اللصوص الأطفال التي تردد نحن في السجن. ويده على المدفع وعينه فوق السهل الأغبر. في أنفه حاسة لص وفي سمعه يقظة كلب الحراسة ومضت الساعة بعد الأخرى. وفجأة توقف غناؤه وتقدم يكلم الضابط وقال: أنهم قادمون رغم أن الكلمة قيلت همساً إلا أن الجميع تقافزوا.. النوم كان حلماً عابراً ومضى، وأخذ كل منهم مكانه. قال علي وهو يطرد النوم بعنف. لا أسمع شيئاً. أجاب يحيى: نعم لا أحد منكم يسمع ولكني أحس بهم.. السيارات تدفقت قبل قليل اعتقد أنهم على بعد بضع مئات الأمتار يتقدمون من عدة اتجاهات أنصتوا أنهم حفاة تماماً، لم يخنه حدسه مرة ولذا كان رادار المجموعة.
أصدر الضابط أمراً. لا تطلقوا الرصاص حتى يكونوا على بعد أقدام واستخدمنا عندها القنابل اليدوية ثم بعد ذلك أصلوهم بالرصاص. في يد كل منهم قنبلة أصبحت جزءاً من اليد الباردة، لكنها أصبحت حارة.
الدماء تثور في الأعماق وتنفجر والليل ينظر إلى الأرض تحته بغباء مرت عليه مئات السنين وهو يشاهد مناظر مختلفة لكن سبعة من الأطفال مع ضابط لم يحدث ذلك من قبل. وبدأ الانفجار يهز الليل بعنف مات الظلام وانتحر البرد وهو يشاهد النيران حوله تحرقه بعنف ولم يصدر من السبعة والضابط صوت بينما الصراخ يرتفع بعنف من الجانب الآخر. كانوا كثرة أكثر من مائتين رجل وكانوا يحيطون بالموقع-من كل جانب وفوجئوا بالقنابل تتطاير حولهم، ولعلع الرشاش، وانطلق المدفع. سقط واحد من السبعة فصمت ولم يطلق صوت ألم، حتى الطلقة وهي تخترق الجمجمة لم تصدر إلا صوتاً خجلا وهوت قنابل يدوية بينهم وكانت أكياس الرمل حولهم في الخندق تحمي البعض، ولكن الشظايا أصابت بعضهم  وكان الرصاص يتطاير من كل جانب حتى أولئك الذين كانوا عندها يحتلون الجبل قالوا أنهم شاهدوا نهارا في قلب الليل وسمعت أصداء المعركة حتى صنعاء نفسها:
كان بابا نويل يوزع هداياه في بقاع بعيدة، في (العالم) وقال طفل: أنه يريد بندقية لأن بندقتيه ذابت من الرصاص. وأهداه بابا نويل رشاش زميله القتيل. ويقال أن ذلك حدث عندما كان بابا نويل يمر فوق المعركة، لكنه كان حزيناً طوال تلك الليلة في كل بقاع الأرض وسأله أحد الأطفال عن سبب حزنه فلم يجب إلا بكلمات قليلة أن الأطفال في اليمن يشيبون مع الفجر. ولم يعرف الأطفال ماذا يعني بابا نويل. سقط الضابط أيضاً بعد ساعتين من القتال. وبقي مع إشعاع الفجر الأول اثنان علي العتمي ويحيى اللص. كان مدفع يحيى حاراً، وكان الرصاص قليلاً، فقال سأقتصد وكان علي قد جمع حوله بقايا القنابل. ألقي جزءاً ليحي وقالا سنقتصد وجمعت كل الرصاصات وكل الأسلحة. يحيى أخذ الجانب الجنوبي وعلي كان في الجانب الشمالي وكان العدو قد تراجع منذ قليل وقال قائدهم جبناء موقع كهذا تفقدون فيه كل هؤلاء الضحايا ولا تحتلونه: فقال أحدهم: نحتله كيف وشياطين الجميمة كلها تقاتل هناك ضدنا. فقال القائد (إما نحن وإما الربوة) عار أن نفقد قتلانا ولا نحتل الموقع. وتناثرت القنابل. وكانت هذه المرة قليلة ولكنها مركزة ولعلع الرصاص. ولم يعد الليل بارداً ولم يعد الظلام أسود. كان الشفق محمراً في الأفق. وقال أحد الأعداء أنه شاهد الشفق يبكي في قلب الشمس قبل أن تشرق، وكان البرد قد خجل من قسوته وحمل دثاره ومضى. كان حزين يبكى قسوته فالربوة وتحت خيمة لم يبق منها سوى أعمدتها. وتحت الأكياس كانوا (سبعة وضابط). الدماء بركة حمراء وكانت أيديهم على البنادق، والمدافع ولم تكن هناك ذخيرة. وغطى العدو وجهه وهو يشاهد الأطفال أمامه. فوق شفتي يحي حزن مؤلم لأنه لم يقاتل حتى ينهيهم. وفي شفتي علي ابتسامة لأن أمه كانت تسقيه كأس من لبن الغنم وأما الضابط فقد كان فاتحاً ذراعيه ينظر إلى السماء طالباً أن تحفظ أطفاله الذين هم في مثل عمره. تجمعوا حول المكان ولم يصدق أحد ما يراه. كانوا سبعة من الأطفال وضابط وقد شابوا عند الفجر ومن يومها لم يمر الشفق فوق بلادنا.

--------------------------------------------------------------------------------

سالمين والاصلاح الزراعي/محمدابراهيم سيود

*سالمين ورؤيته لقانون الاصلاح الزراعي* .. *تنشر لاول مرة*::
-------'--'--''-'-'''''''----------'''''''
*في احدى المبادرات الشبابية* *والطلابية التي اقامها طلاب الاعدادية والثانوية في ايام الاتحاد الطلابي* . *حدثني* *الاستاذ المرحوم محمد *باحسن طيب الله ثراه*
*ان تلك المبادرة كانت في* *قرية دهل احمد في احدى المزارع وكانت تهدف المبادرة الى جني محصول القطن* *( بلهجتنا العامية تعطيب )*
*واستمرت المبادرة حتى عصرية ذلك اليوم* .
*وكانت معظم قيادات الدولة انذاك حاضرة تلك المبادرة*
*منهم  على سبيل الذكر علي* *سالم لعور وجاعم صالح* *وباذيب وتقريبا انيس حسن يحيى  وآخرين ممن كانوا  يشكلون نواة الفكر والسياسة في البلاد* .
*وقال لي الاخ محمد باحسن* *غفر الله له . كنا طلاب يانعين*
*ومعجبين بكل قيادات الدولة واثناء عملنا في جني القطن اعيننا لم تفارق الرئيس* *الشهيد سالمين وكنا نردد الهتافات والاناشيد الحماسية وبعض المواويل والالحان التي تترجم العمل الجماعي* *وحب الوطن والاخلاص في العمل والمواويل الزراعية التي تقال في ايام الحصاد  . والاهازيج والاغاني الشعبية ونلاحظ الرئيس وهو يتمتم بشفتيه ويحركها باعجاب وزهو وافتخار*
*واكاد اجزم ان كل الاعين كانت تتجه صوبه وهو لايبالي الا بكيفية تنقية القطن بعد اخراجه من الشجرة* *واستبعاد اي شائبة منه ووضعه بعد ذلك في الكارة او* *القماش الذي يربطة المزارع حول خاصرته ويضع القطن فيه ( الحذلة ) باللهجة الدارجة* .
*واقترب حينها علي سالم الاعور مخاطبا الرئيس *بصوت يسمه القريب منهما وكنت انا قريب* *فهلوة مني للاقتراب من الرئيس واظهار له مدى اهتمامي واخلاصي منتظرا منه كلمة الشاباش* .
*وسمعت حينها الشهيد علي سالم لعور وهو يكلم الرئيس سالمين قائلا له يا سالم يا اخي شوف الجماعة كيف حالتهم تعبوا ويقصد* *بالجماعة هم على قولة العدانيا اللي عمرهم ما اشتغلوا في الارض وقال له هؤلاء موقعهم المكاتب* *وتحت المراوح والمكيفات يفكروا  وينظروا ويرتبوا لنا العمل الاداري ويعدوا* *الموازنات وكل الاعمال المكتبية* . *خلي التعطيب وفلاحة الارض لنا نحن اهلها وما تؤثر علينا*لاننا ابناء الارض والتربةمز يوم ماولدنا واحنا فيها*
*فضحك سالمين الله يرحمه وقال لعلي سالم لعور والابتسامة العريضة على وجهه مرسومة بصفاء وعاطفة وحب واسنانه البيضاء تعكس لمعانها على* *وجهة المتصبب بالعرق* . *وقال للاعور قل لهم وقت غداء ومن يشتي يتغدى مع الرئيس ينتظر لان الرئيس زكن غداء وبايجيه الى هنا ومن اراد ان يتغدى مطعم* *المهتجس في جعار قد الاكل جاهز  ومحجوز عنده* . *بقي الجميع *مترددا هل اجلس اتغدى مع الرئيس لان الغداء مع الرئيس بالتأكيد بايكون دسم يعني حلو*
*او نروح عند المهتجس*
*فقرر البعض من القيادات البقاء مع الرئيس منتظرين وليمة الرئيس الدسمة* *والبعض الاخر وجدها فرصة ان يذهب الى جعار ويضيع الوقت في السيارة ويبرد له قليل على قولتهم وعند* *المهتجس بايلاقي مايريد من اللحوم ايضا* .
*اما نحن الطلاب كما قال لي محدثي المرحوم محمد باحسن فإن اكلنا بايجي الى المزرعة ولا يحق لنا ان* *نغادرها الا بامر مدير المدرسة*
*المهم قلنا اكيد اللي بايوكل منه الرئيس بايوصل عندنا وبانشاركه الاكل*
*وبعد مايقارب نصف ساعة* *وصل الغداء وكانت المفاجأة*
*ويقسم بالله الاستاذ محمد الله يرحمه ان الذهول اصاب* *الجميع من نوعية الغداء اللي وصل من منزل والدة الرئيس الالله يرحمها* .
*كان الاكل عبارة عن*
*خبز سكوع*
*وصيد باغة معمول في التنور( الموفا ) وسليط حالي* *وويكة ومالوخية اكل شعبي*
*الا والقيادات اللي بقيت كل واحد يتفرج على خوه* *ورفيقه باستغراب وذهول وشعر بهم الرئيس وقال دون* *ان يتكلموا قال موجها كلامه لمن قرأ في وجوههم* *التعجب والذهول قد قلت لكم اللي يشتيه* *يروح عند المهتجس يروح لكنكم جلستوا* *والجماعة زادوا عليكم وراحوا انا احب ان أأكل من يد الوالدة الله* *يحفظها وهذه الوجبة هي المفضلة عندي واحبها كثيرا* *واتمناها عندما اكون خارج البلاد* .
*وهنا بدإت عبارة المديح والتغني بهذه الوجبة* *وفوائدها واهميتها للجسم والبروتينات التي تحتويه* *والرئيس سالمين يخفي ابتسامة كبيرة بين اسنانه وشفتيه بل وقهقهات* *مكتومة* .
*اما نحن الطلاب كنا فرحين بها لان الجوع قد ارهقنا وما اجملها من اكلة لما تجي على الفاقة* .
*واثناء تناولنا لوجبة الغداء بحضرة الرئيس الغالي الشهيد سالمين والمسارف مفرووشة وعليها السكوع والصيد* *ومطايب الدهن الحالي والملوخية والويكة وهات لك يا لخيف* . *وتفكيك حبات الصيد الباقة الى عواملها الاولية ابتداءا* *بالرأس مرورا بالبطن* *والجسد والذيل ما الذها وجبة* .
*المهم سمعنا هاتفا من بعيد* *شخص جاء صوته مسموعا للجميع قال يا رئيس سالمين*
*رد الرئيس نعم*
*قال صاحب الصوت وهو* *رجل ستيني العمر تتضح من هيئته انه مزارع في احدى الاطيان المجاورة*  . *قال الدولة ماشي قصرت* *معانا واعطتنا ووزعت لنا هذه* *الاراضي نشتغلها ونزرعها ونبيع اللي نزرعه ووفرت لنا*
*لقمة العيش بس باقي حاجة يا رئيس قال له الرئيس ايش* *هيه قال له المزارع باقي انكم تملكونا* *هذه الاراض وهنا تغير وجه الرئيس سالمين وكان رده* *حازما حول هذا الامر* . *حيث قال وتعمد ان يرفع صوته . يا اخي هذه الارض اعطيناكم تزرعوها* *وتستصلوحها حتى نوفر لكم لقمة العيش منها اولا ثم* *تساعدوا الدولة في هذه المرحلة للبناء والنهوض وهي اراض مملوكة لاشخاص* *ونحن اممناها عليهم ووزعناها عليكم* *حتى تقوموا بالعمل بدلا من ان تكون عاطلين عن العمل وتسببوا مشكلة للدولة* *( مشكلة البطالة )* *وعندما يستقيم عود الدولة ونتجة لتطوير مشروعات* *صناعية وتصبح لدينا عمالة متعلمة ومهنية عندها سنعيد* *هذه الاراضي لاصحابها لان الناس بايكون لديها مصادر دخل لتعيش منه هم واولادهم* .
*وكان ذلك الكلام بالمسبة لما وللمزارع مفاجأة حيث ان* *الرئيس كان في باله ان الارض ستعود لملاكها ولن نؤخذ منهم مدى الحياة*
.........
*كما كنت كبيرا* *يا سالمين*
*كنت زعيما للامة*
*الله يرحمك يا ابو المساكين*
*لعن بوش يالدنيا بعد بن ربيع*
... *احمد ابراهيم سيود* .
            *25 يناير 2019*

سالمين والانقلاب عليه وليس العكس/صالح المحرمي

سالمين تم الانقلاب عليه وليس العكس ،،

يصادف اليوم مرور واحد واربعون عام على أحداث يونيو 78م التي راح ضحيتها اشرف وانزه رجل عرفته بحياتي الرئيس سالم ربيع علي وبحكم انني من عاش وتواجد في قلب الحدث سوف اسجل شهادتي للتاريخ ولكن قبل الحديث عن أحداث يوم 26 يونيو 78م اريد الحديث عن مقتل الرئيس الغشمي الذي حاول فريق عبد الفتاح تحميل سالمين مسؤولية مقتله ووجدوا في ذلك فرصة للتخلص من سالمين والحقيقة هي ان التخلص من الغشمي أمر متفق عليه في المكتب السياسي وسوف اروي هذه الحقيقة ، ففي بوم 24 يونيو 78م وهو يوم مقتل الرئيس اليمني الغشمي ونحن في مقر عملنا قسم الرصد الواقع بجانب القصر المدور في الرئاسة مباشره وعلى غير عادة وصل الى القسم كلا من صالح مصلح وعبد العزيز عبد الولي ومحمد سعيد عبدالله وشخص رابع لا اتذكر جيدا  اعتقد انه حسين الهمزة من فرع الحزب وعندما دخلوا علينا الى غرفة الاجهزة قال صالح مصلح هل في خبر من صنعاء وطلب مننا متابعة اخبار صنعاء بعد لحظات بينما كان احد  الزملاء يتنصت سمع محادثة بين عامل الاتصال في مقر القيادة العامة بصنعاء مع عامل اتصال في قعطبة حيث كان صاحب قعطبة يريد من صاحب صنعاء أن يستلم منه برقية اي رسالة فرد عليه صاحب صنعاء انهم مشغولين وعندما ألح عليه قال له صاحب صنعاء نحن مشغولين فلك انتهاء وكلمة فلك هي ترمز لرئيس الجمهورية فقال زميلنا الذي يتنصت ان صاحب صنعاء يقول ان الرئيس انتهاء وبعد تأكيد الخبر مرة ثانية اخذ الاخ صالح مصلح الهاتف واتصل يبلغ القيادة عبدالفتاح وسالمين وغيرهما من اعضاء المكتب السياسي بان الغشمي انتهاء وهذا دليل واضح من ان حضور هؤلاء من أعضاء المكتب السياسي الوزراء الى مقر الرصد وابلاغ صالح مصلح بقية القيادة في المكتب السياسي بنجاح العملية في اغتيال الرئيس الغشمي من ان عملية التخلص من الرئيس اليمني الغشمي كما اشرت في المقدمة كان مخطط له ومتفق عليه من قبل المكتب السياسي ولكن عبدالفتاح وجماعته في المكتب السياسي وجدوا ذلك فرصة للتخلص من سالمين وتحمليه مقتل الغشمي خاصة بعد ردود الفعل العربية والدولية المنددة لهذه الجريمة،،،، نعود لاحدث 26 يونيو كاشاهد وحاضر فيها بحكم عملي ووجودي في دار الرئاسة حيث كنت اعمل كما اشرت في المقدمة في قسم الرصد الواقع بجوار القصر المدور وهذا القسم تابع لامن الدولة والذي كانت مهمتة التنصت على اتصالات الشمال بل وكنت اسكن كذلك في الرئاسة بنفس السكن الذي يسكن فيه حراسة سالمين واتذكر تلك الليلة من انني جلست في المكتب في قسم الرصد انحز بعض الاعمال وقد علمت من زملائي في حراسة سالمين تلك الليلة ان علي عنتر وصالح مصلح ومطيع كانوا قد ترددوا أكثر من مرة للتوسط بين سالمين وعبدالفتاح وفريقة وكانا صالح مصلح ومطيع هما آخر من غادر من عند سالمين بعد الساعة 12  ليلا تقريبا صباح يوم 26.ومعهم استقالة سالمين وتم الاتفاق على سفر سالمين للخارج اليوم الثاني وفعلا قام سالمين بتجهيز شنط سفره استعداداً للسفر (وقد علمت فيما بعد أنه بعد مغادرة صالح مصلح ومطيع  أعطي تعليمات لحراسة بوابة الشرطة العسكرية الفتح مدخل الرئاسة  أنه إذا خرج سالمين ان يتم اطلاق النار عليه كما عرفنا انها قد تم في نفس الليلة اعتقال القيادات العسكرية الموالية لسالمين وعملية حشد وتعبئة مقرات الميليشيات في مديريات عدن وأنه تم إفهام من تم تحريكها باتجاه الرئاسة من ان الرئاسة تعرضت لهجوم وانزال من الشمال الخ )  وبينما كان سالمين في غرفة نومه في دار الرئاسة فوجئ بإطلاق النار عليه الى سكنه في القصر من الشرطة العسكرية وراس مربط ووزارة الدفاع في حدود الساعة الثانية صباحا تقريبا بعد تقديم استقالته وعند سماعي لإطلاق النار هرعت من مكتبي باتجاه دار الرئاسة فوجدت سالمين وعلي سالم لعور وجاعم مع بعض من الحراسة خارجين من دار الرئاسة باتجاه القصر المدور وسمعته يقول عملوها فينا تحركنا مع سالمين الى القصر المدور ثم نزلنا في احد الاخوار ( خندق) القديمة بجانب القصر المدور نحتمي فيها حيث استمر تبادل اطلاق النار بين الطرفين وتعرض الرئاسة للضرب بمختلف انواع الاسلحة بما ذلك الطيران والقوارب البحربة وجلسنا في هذا الخور الى قبل المغرب والمعركة مستمره ونتحية لنفاذ الذخيره على الحراسةوعدم التكافىء العسكري والحصار قرر سالمين الاستسلام فكلف احد قاده حراسة ويدعى محمد سعيد الكازمي ان ينادي عليهم  لانهم كانوا تحتنا وعلى مسافة قريبة جدا وفعلا نادى عليهم باننا سوف نسلم ثم ارسل سالمين رساله مختصرة مع واحد من عمال الرصد كما أتذكر اسمه عبدالله عوض من يرامس  موجهه الى علي عنتر يقول له فيها انه يريد ان يسلم نفسه الى يده لكن يبدو انها لم تصل الى علي عنتر وتم الرد على سالمين ان تسلم نفسك لقائد الحمله الباخشي وخرجنا جميعاً من الخور مع المغرب نمر فوق ماسورة المجاري حسب طلبهم الى الجهة الاخرى التي فيها القوة المحاصرة لنا بقيادة الباخشي  حيث في البداية اخذ سالمين ولعور وجاعم في سيارة ثم تم فرز الضباط عيال امزربه  محمد وناصر وصالح شيخ وهود وصالح ومحمد سعيد امامنا بمسافة ثم اصطفينا  بعدهم واخدونا جميعاً مشيا على الاقدام الى الشرطة العسكرية الفتح ثم وزعوا الناس في غرف وبالنسبة لي انا وزملائي من عمال الرصد التابعين لأمن الدولة مننا في حدود خمسة أفراد كما أذكر منهم علي عبادي علي من الضالع  وعبدالله عوض من يرامس ولا أتذكر بقية الأسماء تم أخذنا جميعا اليوم الثاني للتحقيق الى وزارة أمن الدولة ثم معسكر الصولبان ثم استقرينا في سجن الفتح التابع لأمن الدولة                          

ملحوظة :
لا اكتب ماكتبت هنا لا من اجل نبش الجراح او جلد الذات ، ولا من أجل محاسبة أحد ، ولكن  من اجل اعادة الاعتبار للتاريخ ووفاء لمن دفع حياته ظلما ولكي تعرف الناس الحقيقة الغائبة خاصة وان هذه الحقيقة تتعلق بقتل زعيم وقائد جنوبي مثل سالمين أخلص لشعبه واحبه الشعب تم التامر والانقلاب عليه وقتله بدون محاكمة ولكي في نفس الوقت نتعظ ونتعلم ونعتبر من تلك الدروس المؤلمة تلك الأحداث المؤسفة التي راح  ويروح ضحيتها  اشرف وانبل وافضل الرجال ،،،،

عميد متقاعد صالح محمد قحطان المحرمي

26 يونيو 2019م