الثلاثاء، 17 سبتمبر 2019

سالمين والانقلاب عليه وليس العكس/صالح المحرمي

سالمين تم الانقلاب عليه وليس العكس ،،

يصادف اليوم مرور واحد واربعون عام على أحداث يونيو 78م التي راح ضحيتها اشرف وانزه رجل عرفته بحياتي الرئيس سالم ربيع علي وبحكم انني من عاش وتواجد في قلب الحدث سوف اسجل شهادتي للتاريخ ولكن قبل الحديث عن أحداث يوم 26 يونيو 78م اريد الحديث عن مقتل الرئيس الغشمي الذي حاول فريق عبد الفتاح تحميل سالمين مسؤولية مقتله ووجدوا في ذلك فرصة للتخلص من سالمين والحقيقة هي ان التخلص من الغشمي أمر متفق عليه في المكتب السياسي وسوف اروي هذه الحقيقة ، ففي بوم 24 يونيو 78م وهو يوم مقتل الرئيس اليمني الغشمي ونحن في مقر عملنا قسم الرصد الواقع بجانب القصر المدور في الرئاسة مباشره وعلى غير عادة وصل الى القسم كلا من صالح مصلح وعبد العزيز عبد الولي ومحمد سعيد عبدالله وشخص رابع لا اتذكر جيدا  اعتقد انه حسين الهمزة من فرع الحزب وعندما دخلوا علينا الى غرفة الاجهزة قال صالح مصلح هل في خبر من صنعاء وطلب مننا متابعة اخبار صنعاء بعد لحظات بينما كان احد  الزملاء يتنصت سمع محادثة بين عامل الاتصال في مقر القيادة العامة بصنعاء مع عامل اتصال في قعطبة حيث كان صاحب قعطبة يريد من صاحب صنعاء أن يستلم منه برقية اي رسالة فرد عليه صاحب صنعاء انهم مشغولين وعندما ألح عليه قال له صاحب صنعاء نحن مشغولين فلك انتهاء وكلمة فلك هي ترمز لرئيس الجمهورية فقال زميلنا الذي يتنصت ان صاحب صنعاء يقول ان الرئيس انتهاء وبعد تأكيد الخبر مرة ثانية اخذ الاخ صالح مصلح الهاتف واتصل يبلغ القيادة عبدالفتاح وسالمين وغيرهما من اعضاء المكتب السياسي بان الغشمي انتهاء وهذا دليل واضح من ان حضور هؤلاء من أعضاء المكتب السياسي الوزراء الى مقر الرصد وابلاغ صالح مصلح بقية القيادة في المكتب السياسي بنجاح العملية في اغتيال الرئيس الغشمي من ان عملية التخلص من الرئيس اليمني الغشمي كما اشرت في المقدمة كان مخطط له ومتفق عليه من قبل المكتب السياسي ولكن عبدالفتاح وجماعته في المكتب السياسي وجدوا ذلك فرصة للتخلص من سالمين وتحمليه مقتل الغشمي خاصة بعد ردود الفعل العربية والدولية المنددة لهذه الجريمة،،،، نعود لاحدث 26 يونيو كاشاهد وحاضر فيها بحكم عملي ووجودي في دار الرئاسة حيث كنت اعمل كما اشرت في المقدمة في قسم الرصد الواقع بجوار القصر المدور وهذا القسم تابع لامن الدولة والذي كانت مهمتة التنصت على اتصالات الشمال بل وكنت اسكن كذلك في الرئاسة بنفس السكن الذي يسكن فيه حراسة سالمين واتذكر تلك الليلة من انني جلست في المكتب في قسم الرصد انحز بعض الاعمال وقد علمت من زملائي في حراسة سالمين تلك الليلة ان علي عنتر وصالح مصلح ومطيع كانوا قد ترددوا أكثر من مرة للتوسط بين سالمين وعبدالفتاح وفريقة وكانا صالح مصلح ومطيع هما آخر من غادر من عند سالمين بعد الساعة 12  ليلا تقريبا صباح يوم 26.ومعهم استقالة سالمين وتم الاتفاق على سفر سالمين للخارج اليوم الثاني وفعلا قام سالمين بتجهيز شنط سفره استعداداً للسفر (وقد علمت فيما بعد أنه بعد مغادرة صالح مصلح ومطيع  أعطي تعليمات لحراسة بوابة الشرطة العسكرية الفتح مدخل الرئاسة  أنه إذا خرج سالمين ان يتم اطلاق النار عليه كما عرفنا انها قد تم في نفس الليلة اعتقال القيادات العسكرية الموالية لسالمين وعملية حشد وتعبئة مقرات الميليشيات في مديريات عدن وأنه تم إفهام من تم تحريكها باتجاه الرئاسة من ان الرئاسة تعرضت لهجوم وانزال من الشمال الخ )  وبينما كان سالمين في غرفة نومه في دار الرئاسة فوجئ بإطلاق النار عليه الى سكنه في القصر من الشرطة العسكرية وراس مربط ووزارة الدفاع في حدود الساعة الثانية صباحا تقريبا بعد تقديم استقالته وعند سماعي لإطلاق النار هرعت من مكتبي باتجاه دار الرئاسة فوجدت سالمين وعلي سالم لعور وجاعم مع بعض من الحراسة خارجين من دار الرئاسة باتجاه القصر المدور وسمعته يقول عملوها فينا تحركنا مع سالمين الى القصر المدور ثم نزلنا في احد الاخوار ( خندق) القديمة بجانب القصر المدور نحتمي فيها حيث استمر تبادل اطلاق النار بين الطرفين وتعرض الرئاسة للضرب بمختلف انواع الاسلحة بما ذلك الطيران والقوارب البحربة وجلسنا في هذا الخور الى قبل المغرب والمعركة مستمره ونتحية لنفاذ الذخيره على الحراسةوعدم التكافىء العسكري والحصار قرر سالمين الاستسلام فكلف احد قاده حراسة ويدعى محمد سعيد الكازمي ان ينادي عليهم  لانهم كانوا تحتنا وعلى مسافة قريبة جدا وفعلا نادى عليهم باننا سوف نسلم ثم ارسل سالمين رساله مختصرة مع واحد من عمال الرصد كما أتذكر اسمه عبدالله عوض من يرامس  موجهه الى علي عنتر يقول له فيها انه يريد ان يسلم نفسه الى يده لكن يبدو انها لم تصل الى علي عنتر وتم الرد على سالمين ان تسلم نفسك لقائد الحمله الباخشي وخرجنا جميعاً من الخور مع المغرب نمر فوق ماسورة المجاري حسب طلبهم الى الجهة الاخرى التي فيها القوة المحاصرة لنا بقيادة الباخشي  حيث في البداية اخذ سالمين ولعور وجاعم في سيارة ثم تم فرز الضباط عيال امزربه  محمد وناصر وصالح شيخ وهود وصالح ومحمد سعيد امامنا بمسافة ثم اصطفينا  بعدهم واخدونا جميعاً مشيا على الاقدام الى الشرطة العسكرية الفتح ثم وزعوا الناس في غرف وبالنسبة لي انا وزملائي من عمال الرصد التابعين لأمن الدولة مننا في حدود خمسة أفراد كما أذكر منهم علي عبادي علي من الضالع  وعبدالله عوض من يرامس ولا أتذكر بقية الأسماء تم أخذنا جميعا اليوم الثاني للتحقيق الى وزارة أمن الدولة ثم معسكر الصولبان ثم استقرينا في سجن الفتح التابع لأمن الدولة                          

ملحوظة :
لا اكتب ماكتبت هنا لا من اجل نبش الجراح او جلد الذات ، ولا من أجل محاسبة أحد ، ولكن  من اجل اعادة الاعتبار للتاريخ ووفاء لمن دفع حياته ظلما ولكي تعرف الناس الحقيقة الغائبة خاصة وان هذه الحقيقة تتعلق بقتل زعيم وقائد جنوبي مثل سالمين أخلص لشعبه واحبه الشعب تم التامر والانقلاب عليه وقتله بدون محاكمة ولكي في نفس الوقت نتعظ ونتعلم ونعتبر من تلك الدروس المؤلمة تلك الأحداث المؤسفة التي راح  ويروح ضحيتها  اشرف وانبل وافضل الرجال ،،،،

عميد متقاعد صالح محمد قحطان المحرمي

26 يونيو 2019م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق