الثلاثاء، 17 سبتمبر 2019

سالمين والاصلاح الزراعي/محمدابراهيم سيود

*سالمين ورؤيته لقانون الاصلاح الزراعي* .. *تنشر لاول مرة*::
-------'--'--''-'-'''''''----------'''''''
*في احدى المبادرات الشبابية* *والطلابية التي اقامها طلاب الاعدادية والثانوية في ايام الاتحاد الطلابي* . *حدثني* *الاستاذ المرحوم محمد *باحسن طيب الله ثراه*
*ان تلك المبادرة كانت في* *قرية دهل احمد في احدى المزارع وكانت تهدف المبادرة الى جني محصول القطن* *( بلهجتنا العامية تعطيب )*
*واستمرت المبادرة حتى عصرية ذلك اليوم* .
*وكانت معظم قيادات الدولة انذاك حاضرة تلك المبادرة*
*منهم  على سبيل الذكر علي* *سالم لعور وجاعم صالح* *وباذيب وتقريبا انيس حسن يحيى  وآخرين ممن كانوا  يشكلون نواة الفكر والسياسة في البلاد* .
*وقال لي الاخ محمد باحسن* *غفر الله له . كنا طلاب يانعين*
*ومعجبين بكل قيادات الدولة واثناء عملنا في جني القطن اعيننا لم تفارق الرئيس* *الشهيد سالمين وكنا نردد الهتافات والاناشيد الحماسية وبعض المواويل والالحان التي تترجم العمل الجماعي* *وحب الوطن والاخلاص في العمل والمواويل الزراعية التي تقال في ايام الحصاد  . والاهازيج والاغاني الشعبية ونلاحظ الرئيس وهو يتمتم بشفتيه ويحركها باعجاب وزهو وافتخار*
*واكاد اجزم ان كل الاعين كانت تتجه صوبه وهو لايبالي الا بكيفية تنقية القطن بعد اخراجه من الشجرة* *واستبعاد اي شائبة منه ووضعه بعد ذلك في الكارة او* *القماش الذي يربطة المزارع حول خاصرته ويضع القطن فيه ( الحذلة ) باللهجة الدارجة* .
*واقترب حينها علي سالم الاعور مخاطبا الرئيس *بصوت يسمه القريب منهما وكنت انا قريب* *فهلوة مني للاقتراب من الرئيس واظهار له مدى اهتمامي واخلاصي منتظرا منه كلمة الشاباش* .
*وسمعت حينها الشهيد علي سالم لعور وهو يكلم الرئيس سالمين قائلا له يا سالم يا اخي شوف الجماعة كيف حالتهم تعبوا ويقصد* *بالجماعة هم على قولة العدانيا اللي عمرهم ما اشتغلوا في الارض وقال له هؤلاء موقعهم المكاتب* *وتحت المراوح والمكيفات يفكروا  وينظروا ويرتبوا لنا العمل الاداري ويعدوا* *الموازنات وكل الاعمال المكتبية* . *خلي التعطيب وفلاحة الارض لنا نحن اهلها وما تؤثر علينا*لاننا ابناء الارض والتربةمز يوم ماولدنا واحنا فيها*
*فضحك سالمين الله يرحمه وقال لعلي سالم لعور والابتسامة العريضة على وجهه مرسومة بصفاء وعاطفة وحب واسنانه البيضاء تعكس لمعانها على* *وجهة المتصبب بالعرق* . *وقال للاعور قل لهم وقت غداء ومن يشتي يتغدى مع الرئيس ينتظر لان الرئيس زكن غداء وبايجيه الى هنا ومن اراد ان يتغدى مطعم* *المهتجس في جعار قد الاكل جاهز  ومحجوز عنده* . *بقي الجميع *مترددا هل اجلس اتغدى مع الرئيس لان الغداء مع الرئيس بالتأكيد بايكون دسم يعني حلو*
*او نروح عند المهتجس*
*فقرر البعض من القيادات البقاء مع الرئيس منتظرين وليمة الرئيس الدسمة* *والبعض الاخر وجدها فرصة ان يذهب الى جعار ويضيع الوقت في السيارة ويبرد له قليل على قولتهم وعند* *المهتجس بايلاقي مايريد من اللحوم ايضا* .
*اما نحن الطلاب كما قال لي محدثي المرحوم محمد باحسن فإن اكلنا بايجي الى المزرعة ولا يحق لنا ان* *نغادرها الا بامر مدير المدرسة*
*المهم قلنا اكيد اللي بايوكل منه الرئيس بايوصل عندنا وبانشاركه الاكل*
*وبعد مايقارب نصف ساعة* *وصل الغداء وكانت المفاجأة*
*ويقسم بالله الاستاذ محمد الله يرحمه ان الذهول اصاب* *الجميع من نوعية الغداء اللي وصل من منزل والدة الرئيس الالله يرحمها* .
*كان الاكل عبارة عن*
*خبز سكوع*
*وصيد باغة معمول في التنور( الموفا ) وسليط حالي* *وويكة ومالوخية اكل شعبي*
*الا والقيادات اللي بقيت كل واحد يتفرج على خوه* *ورفيقه باستغراب وذهول وشعر بهم الرئيس وقال دون* *ان يتكلموا قال موجها كلامه لمن قرأ في وجوههم* *التعجب والذهول قد قلت لكم اللي يشتيه* *يروح عند المهتجس يروح لكنكم جلستوا* *والجماعة زادوا عليكم وراحوا انا احب ان أأكل من يد الوالدة الله* *يحفظها وهذه الوجبة هي المفضلة عندي واحبها كثيرا* *واتمناها عندما اكون خارج البلاد* .
*وهنا بدإت عبارة المديح والتغني بهذه الوجبة* *وفوائدها واهميتها للجسم والبروتينات التي تحتويه* *والرئيس سالمين يخفي ابتسامة كبيرة بين اسنانه وشفتيه بل وقهقهات* *مكتومة* .
*اما نحن الطلاب كنا فرحين بها لان الجوع قد ارهقنا وما اجملها من اكلة لما تجي على الفاقة* .
*واثناء تناولنا لوجبة الغداء بحضرة الرئيس الغالي الشهيد سالمين والمسارف مفرووشة وعليها السكوع والصيد* *ومطايب الدهن الحالي والملوخية والويكة وهات لك يا لخيف* . *وتفكيك حبات الصيد الباقة الى عواملها الاولية ابتداءا* *بالرأس مرورا بالبطن* *والجسد والذيل ما الذها وجبة* .
*المهم سمعنا هاتفا من بعيد* *شخص جاء صوته مسموعا للجميع قال يا رئيس سالمين*
*رد الرئيس نعم*
*قال صاحب الصوت وهو* *رجل ستيني العمر تتضح من هيئته انه مزارع في احدى الاطيان المجاورة*  . *قال الدولة ماشي قصرت* *معانا واعطتنا ووزعت لنا هذه* *الاراضي نشتغلها ونزرعها ونبيع اللي نزرعه ووفرت لنا*
*لقمة العيش بس باقي حاجة يا رئيس قال له الرئيس ايش* *هيه قال له المزارع باقي انكم تملكونا* *هذه الاراض وهنا تغير وجه الرئيس سالمين وكان رده* *حازما حول هذا الامر* . *حيث قال وتعمد ان يرفع صوته . يا اخي هذه الارض اعطيناكم تزرعوها* *وتستصلوحها حتى نوفر لكم لقمة العيش منها اولا ثم* *تساعدوا الدولة في هذه المرحلة للبناء والنهوض وهي اراض مملوكة لاشخاص* *ونحن اممناها عليهم ووزعناها عليكم* *حتى تقوموا بالعمل بدلا من ان تكون عاطلين عن العمل وتسببوا مشكلة للدولة* *( مشكلة البطالة )* *وعندما يستقيم عود الدولة ونتجة لتطوير مشروعات* *صناعية وتصبح لدينا عمالة متعلمة ومهنية عندها سنعيد* *هذه الاراضي لاصحابها لان الناس بايكون لديها مصادر دخل لتعيش منه هم واولادهم* .
*وكان ذلك الكلام بالمسبة لما وللمزارع مفاجأة حيث ان* *الرئيس كان في باله ان الارض ستعود لملاكها ولن نؤخذ منهم مدى الحياة*
.........
*كما كنت كبيرا* *يا سالمين*
*كنت زعيما للامة*
*الله يرحمك يا ابو المساكين*
*لعن بوش يالدنيا بعد بن ربيع*
... *احمد ابراهيم سيود* .
            *25 يناير 2019*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق