الخميس، 5 يوليو 2018

قصه(الحياء من الايمان)منشور ل.عبودمحمدمقرع

#قصة..(الحياء من الأيمان)!!!

كان ياما كان في سالف قديم الزمان فتاة ذات حسن وجمال واخلاق فتزوجت رجل من عشيرتها وبعد مدة عام من زواجه  منها..خرج للصيد ومعه ابناء عمه واصدقائه وعن طريق الخطأ قتل احد ابناء عمومته .

فحزن لذلك حزنا شديدا رغم مسامحة اهل المقتول له ورحل عن دياره واقربائة ليطيّب خاطرهم قبل خاطره بالبعد  والترحال عنهم متوجها الى ديرة ثانيه ..وكانت عادته في تلك الديره  الراحل اليها يجالس  الشيخ في مجلسه كما هي عادات الرجال لمسامرة شيخ القبيله  وتدارس الامور معه في ذلك الزمان.

وفي احد الايام مر الشيخ من عند خيمته  فشاهد زوجته وكانت في غاية الجمال تسحر الالباب  والعقول ..غادر الشيخ  لكن صورة المرأه لم تغادر وبقيت  عالقه في ذهنه  كونه لم يشاهد مثل ذلك الجمال في حياته حسب ضنه.

فخطرت له فكره شيطانيه ان يبعد الزوج عن منزله ..وفي مجلسه ذات ليله قال لجماعته  بان  الديرة الفلانيه يقال ان فيها ربيع  ومرعى وعشب واريد ان ارسل اليها رجال يتأكدون لنرتحل اليها ...واختار ثلاثه من الرجال من بينهم زوج تلك المرأه الجميله ..قال له اننا لانريد ان نكلفك  او نشق عليك لكنني سمعت بانك خبير في مسالك الطرق والمكان الذي  سبق ذكره يستغرق ثلاث ايام . 

ذهب الفرسان من عنده وعندما ارخى الليل سدوله وانتظر الى ان تنام الناس وتهمد.. سار الى خيمة الرجل حيث لم يكن فيهاسوى المرأه وحيده و نائمه وقبل ان يصل لمخدعها ارتطم في العامود واحدث صوتاً .

افاقت المرأه على الصوت وهي تحمل السلاح وقالت من في البيت؟
قال : انا فلان شيخ العرب الذي انتم نازلين عنده .
فقالت : حياك الله  تأمر بشي طال عمرك  ؟؟
فأخذ يسأل ان كانوا يحتاجون لشيء ..حينا فحينا بدأيتغزل بجمالها قائلا لها ذهلت لرؤيتك واريد قربك وانا حاضرا في كل ما تطلبينه.

فأحتارت المرأة وعلمت ان نيته نية سوء ...فماذا تفعل؟ .. فان علت بالصراخ قد يتهمها الناس ولا يصدقونها  ..وان سكتت ودافعت عن نفسها وقتلته بحجة الاعتداء عليها..  خشيت ان يكذبوها خصوصا وانها  غريبه وربيعه عند هذه الشيخ.

فاهتدت لحيلة لتبعده حيناًعنها  ولو لبعض الوقت .
قالت : انت رجل ونعم الرجال لا تردولا يرفض لك طلب وشكرا لك ولكل ما عرضت.. ولكن اريد ان اختبرك واسألك عن لغز ان حللته فانه يسعدني قربك .

فطار من شدة الفرح وقال هاتي ما عندك
فانشدت تقول:

انشدك عن غدير الحيا /لوجاف ؟

وانشدك علة الملح شدواه/لوجاف ؟

وعن سطور ماهي بحبر/لوجاف ؟

انحصت بيهن عدله والردّيه..

فاحتار الرجل في امره وقال : امهليني ليوم غدا .
فقالت : لك ذلك ..

ذهب الشيخ الى بيته بخفي حنين وفي الليله الثانيه بينما كان الرجال جالسون في مجلسه سأل الشيخ السؤال نفسه للمجلس وكل منهما رد على قدر فهمه للموضوع..في
حين كان احد الشيوخ المحنكين موجود في المجلس فسأل شيخ العشيرة هل صاحب اللغز رجل ام امرأه؟؟

قال :  امرأة .

فتنهد ونظر للشيخ وسكت!!

وحين ذهب الجميع ولم يبقى الا شيخ العشيرة وذلك الشيخ الشائب

قال له الشيخ  لِمَ لم تجب على سؤالي.؟

فرد الشايب اعرف الجواب ولكنني اردت ان يخلو المجلس ولا نبقى الا انا وانت لاجيبك عن السؤال.
فقال الشايب هل انت  عايلاً على احد؟
فقال : لا ..فهل  عرفت يوما باني اعتديت على احد..ولكن اخبرني عن تفسير البيت؟

قال :الشايب على كل حال انت قلت صاحب اللغز امرأة وان كانت 
كذلك ..فهي تعني بقولها (انشدك عن غدير الحيا لوجاف)  تعني اذا طار الحياء من الوجه فلا علاج له وشبهته بالغدير الذي لايستغني عنه اهل الباديه  فان ذهب وجف هلك الناس وقد قيل قديما (ان لم تستحِ فاصنع ماشأت) قال :هذه واحده..والثانيه؟.

قال:  اما الملح لو جاف فتعني ان الاشياء تعالج بالملح حتى لاتفسد والملح هو العلاج فمن الذي يعالج الملح اذا فسد وتقصد بذلك كبير القوم يحتكم الناس له فان كان فاسدا فبما يعالج  فساده فسلام على الدنيا .. وقالو قديما :

يا كبراء الناس ياملح البلد
بما يداوى الملح اذا الملح فسد.

اما السطور التي لم تكتب بقلم حبر او جاف فتقصد ما يدون من صحيفة الانسان من اعماله ان كانت اعمال خير او شر فكيف ينسى يوم الحساب وكل انسان كتبت سيئاته وحسناته في كتاب لايغادر صغيرة ولا كبيره الا احصاها.

.فصدم الشيخ من الجواب وكانت هذه الأجابه صحوة لضميره الغافل ممااصابه الخجل من فعلته ..

بيت القصيد:

القصه... لنا فيها عبرة جزاكم آلله خيرا. فالحياء لباس خفي لوجه الرجل والمرأه لاينقشع الا بكثرة المعاصي والذنوب فمن فقد حياء وجهه يستحيل استرجاعه مرة اخرى ...فما بالكم عندما يكون ذلك الوجه الفاقد لشخص من اصحاب الحل والعقد ...تقضى على يديه حاجيات الناس وقضاياهم سواء قاضي او حاكم او شيخ قبيله ..الخ.... فصلاح المجتمعات بصلاح هاؤلاء وفسادها بفسادهم..

ارجو بان استمعتم بهذه القصه والاستفاده منها..لذا يجب علينا ان يكون دعاؤنا دوما وفي دبر كل صلاه...اللهم ولي علينا خيارنا ولاتولي علينا شرارنا.

لاتنسونا من صالح دعائكم ان اتمتم القراءه...دمتم والسلام.

                   عقيد ركن/ عبودمحمدمقرع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق