الاثنين، 10 يونيو 2019

مصر تحت الحكم الفاطمي
--------------------
الشيعة انقسمت بعد الأمام المعصوم
السادس جعفر بن محمد الصادق
إلى إسماعيليين... نسبة إلى ولده الأكبر إسماعيل
و موسويين... نسبة إلى ولده الأصغر موسى الكاظم
---------------------------
بعد وفاة الإمام إسماعيل بن جعفر الصادق
انقسمت الشيعة إلى فرقتين
نادت الفرقة الأولى بأن الإمامة سقطت عن إسماعيل بموته
وانتقلت إلى موسى الكاظم بن جعفر الصادق
وسميت هذه الفرقة بالموسوية أوالإثنى عشريةأو الجعفرية
حيث ظلت تنتقل الإمامة عندهم من موسى الكاظم حتى
الإمام الثاني عشر محمد "المهدي المنتظر" الذي اختفى سنة 256 هجرية
في كهف بسامراء وسوف يعود حسب اعتقادهم
ليملأ الأرض عدلاً، إذ أنه في حالة غيبة
وينتشر أتباع هذه الفرقة في العراق وإيران وسوريا ولبنان
------------------------------------
أما الفرقة الثانية فقد جعلت الإمامة في إسماعيل بن جعفر الصادق
ثم في ابنه محمد بن إسماعيل ثم في الأئمة من بنيه
وقد عرفت باسم الإسماعيلية نسبة لإسماعيل بن جعفر الصادق
وعرفت باسم السبعية حيث أن الإمام إسماعيل
هو السابع من النسل العلوي عندهم
كما عرفت باسم العبيدية أو دولة العبيديين نسبة لعبيد الله الشيعي
والفترة منذ محمد بن إسماعيل وحتى عبيدالله الشيعي
تسمى فترة الأئمة المستورين
خوفاً من بطش الأمويين والعباسيين بهم
وهذه الفترة غير معروفة لدى المؤرخين
ولذلك ثمة من يشكك في انتساب عبيدالله المهدي  للعلويين
----------------------------
نجح عبيد الله المهدي في الهجرة و الوصول بسلام إلى بلاد المغرب
أعلن بوضوح عن أصله من كونه ينحدر من سلالة أمير المؤمنين
الأمام علي بن أبي طالب، و من فاطمة بنت الرسول الكريم محمد(ص) مباشرة
وقد نجح في إقامة الدولة العبيدية في المغرب العربي
وتعددت محاولات الفاطميين دخول مصر لضمها إلى دولتهم 
فقد أرسلوا ثلاثة جيوش لتحقيق هذا الهدف
ونتيجة للضعف الذى أصاب الدولة العباسية فى بغداد
تمكن الفاطميون من تحقيق أطماعهم فى الاستيلاء على مصر
وبوفاة "كافور الإخشيدى" سنة 355هـ ضعفت الدولة الإخشيدية
إنتهز "المعز لدين الله الفاطمى" رابع الخلفاء الفاطميين الفرصة
وبدأ فى إعداد جيش كبير من مائة ألف مقاتل ارسله إلى مصر
لفتحها وضمها إلى دولته, وعهد إلى "جوهر الصقلى" قيادة هذا الجيش
وإخضاعها لحكمهم سنة 358 هجرية / 969 ميلادية
وهذه الدولة هي التي عرفت في مصر باسم الفاطميين
"نسبة لفاطمة الزهراء بنت الرسول صلى الله عليه وسلم"
--------------------------------
حكم جوهر الصقلي مصر حوالي ثلاث سنوات
نائباً عن الخليفة الفاطمي المعز لدين الله
كإحدي الولايات الفاطمية نائباً عن الخليفة
أمضى "جوهر الصقلى" مدة حكمه فى التمكين لحكم الفاطميين
وحرص  على إنشاء مدينة مدينة القاهرة لتكون
عاصمة للخلافة الفاطمية بمصر ومركزاً لنشر المذهب الشيعى
وحصناً يحمى الفاطميين فى مصر من هجمات القرامطة التى إشتدت
ببلاد الشام وبدأت تهدد حدود مصر الشمالية
وبنى الجامع الأزهر وكان
الهدف منه نشر المذهب الشيعى والقصر الشرقى
ليكون قصراً للخليفة "المعز لدين الله" عند قدومه على مصر
وعندما أتم بناء القاهرة والأزهر أرسل إلى الخليفة "المعز
فحضر إلى مصر و جمع كبير من رجاله وأخوته وأعمامه
ثم دخل المعز إلى القاهرة ودخل القصر الكبير يوم الثلاثاء 7 رمضان 362هـ 
وأصبحت منذ ذلك الحين القاهرة عاصمة لمصر ومركز الخلافة الفاطمية
التى شملت الحجاز والشام واليمن ومصر وبلاد المغرب
وقد استمرت الخلافة الفاطمية في حكم مصر لما يقرب من قرنين
حكم خلالها أحد عشر خليفة في مصر أولهم المعز لدين الله
وآخرهم العاضد الذي أسقطه صلاح الدين
وفي هذه الفترة الفاطمية تحولت مصر
لأول مرة من دار إمارة إلى دار خلافة
أي من ولاية يحكمها أمير إلى مقر للخليفة نفسه
------------------------------
أعفي الخليفة المعز جوهر الصقلي من الوزارة خوفاً منه
علي سلطته و ولي  يعقوب بن كلس ، و هو يهودي عراقي
حضر إلي مصر و أقام فيها، و اشتهر بدهائه
تحول يعقوب بن كلس إلي الإسلام عام 967 م قبل دخول الفاطميين مصر
و رحل إلي شمال إفريقيا حيث ألتحق بخدمة الخليفة الفاطمي المعز
حتي جاء المعز إلي مصر و ولاه وزارة مصر بدلاً من جوهر الصقلي
و في سبيل نشر المذهب الشيعي أصدر يعقوب أوامره
بأن ينقش علي الجدران عبارة
( خير الناس بعد رسول الله صلي الله عليه وسلم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب)
و استعان بالشعراء و أغدق عليهم للدعوة إلي المذهب الشيعي
-----------------------------
وينقسم العصر الفاطمي في مصر إلى جزئين
العصر الفاطمي الأول واتسم بقوة شخصية الخلفاء الفاطميين
واتساع نفوذ دولتهم في مصر والشام وأفريقيا
واليمن، وبالازدهار الاقتصادي
ثم العصر الفاطمي الثاني والذي يبدأ منذ سنة 457 هجرية
ويسمى بعصر سيطرة الوزراء
-----------------------------
واهتم الفاطميون بإظهار الفخامة في احتفالاتهم وأعيادهم
ولاشك أن مصر قد تمتعت في عهدهم بازدهار اقتصادي عظيم
فقد كانوا يغدقون العطايا على العامة في هذه المناسبات
كما قاموا ببعض الإجراءات التعسفية ضد المصريين السنة
فقد أبطلوا صلاة القيام في رمضان ومنعوا أدائها في جميع مساجد مصر
وقام الخليفة العزيز بالله بقطع لسان الفقيه السني
أبي القاسم الواسطي لاعتراضه على ذلك
وكان خلفاء الفاطميين مولعين بلعن الصحابة بل وأمر بعضهم بنقش
ذلك على المساجد كمسجد عمرو بن العاص، غير أن عصرهم
امتاز ببناء الجامع الازهروعدد من المساجد الفخمة
داخل وخارج القاهرة التي أنشأوها
كما يعتبر عصرهم عصر ازدهار الكتب والمكتبات في مصر
وقد كانت مكتبة قصرهم تضم ستمائة ألف مجلد
كما أنشأ الخليفة الحاكم  بامر الله دار الحكمة وهي جامعة كبيرة
يقوم على التدريس فيها عدد كبير
من العلماء والمتخصصين في مختلف العلوم والفنون
----------------------
أتبع الفاطميون وسائل مبتكرة في الترويج لمذهبهم الشيعي
فإلي جانب تعيين معتنقي المذهب في مناصب الدولة
لجأ الفاطميون إلي استحداث احتفالات دينية لم تكن موجودة من قبل
و ربطها بمظاهر فرح و طقوس يغلب عليها البهجة و الاستمتاع
و ذلك لتحبيب الناس في المذهب الجديد. من تلك الاحتفالات
الاحتفال بالمولد النبوي الشريف و ليلة النصف من شعبان و عاشوراء
و احتفالات شهر رمضان،  و ابتداع أكلات و أغاني مخصوصة
لهذه الأعياد منها أكلات الكنافة و القطائف في شهر رمضان
و طبق العاشوراء في مولد عاشوراء
-------------------------
سقوط الخلافة الفاطمية
تولى بعض الخلفاء الخلافة وهم ليسوا أهلاً لها لصغر سنهم
وزيادة نفوذ الوزراء فى العهد الفاطمى الثانى
وتوريث الوزارة لأبنائهم من بعدهم
و أزمات اقتصادية حادة من جراء المجاعة
التي حدثت في عصر المستنصر
إنهيار الخلافة الفاطمية سياسياً وإدارياً فى عهد الخليفة "العاضد
وقوة "صلاح الدين" وشخصيته البطولية الفذة وسياسته الحكيمة
ادى الى إنهيار الخلافة الفاطمية
وعوده مصر للمذهب السنى
------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق