الجمعة، 19 نوفمبر 2021

الدودحيه/مطهرالارياني

رائعة الشاعر مطهر الإرياني 
والفنان علي علي الآنسي 
 
قصة أغنية " خطر غصن القنا
الدودحية تختفي في وادي بنا 

قصة وأغنية.. كانت «الدودحية» ابنة عائلة رفيعة المقام تقطن منطقة وادي بنا بمحافظة إب وقد جمعتها علاقة حب في السر مع ابن عمها ولكن قصة الحب المكسورة على صخرة العادات والتقاليد لم يكتب لها النجاح وحالت الظروف دون تحقيق حلم الاثنين بالزواج ليقعها بفعل لوعة الغرام بعدها في وزر علاقة غير مشروعة سرعان ما انكشف سرها الخفي ووصل خبرهما إلى الحاكم في الناحية وقد وقع بين خيارين إما أن يتجاهل القضية ويصرف النظر عن الدودحية وابن عمها المنتميين لطبقة اجتماعية رفيعة المستوى أو يطبق حكم الشرع فيهما بالجلد والتعزير ويساوي في تطبيق الحدود بين الضعفاء والأغنياء وهو ما اختاره قراره الراجح في آخر الأمر فأمر رجاله أن يأتوا بالشاب والفتاة ويربطوا طبلاً على ظهر كل منهما ويطوفوا بهما القرى والوديان وسط ضرب الطبول وهو ما أدى إلى تفشي خبر الفضيحة في كل أرجاء اليمن بعد أن كان الحديث حولها محصوراً في بضعة قرى من نواحي وادي بنا الخصيب.
وبرغم الاشتراك في الخطأ والتساوي في تطبيق العقوبة تحملت الدودحية «الرمز المؤنث» وحدها وزر الفضيحة وعقوبة الجاني المتسبب وأضحت وصمة عار في ناموس القبيلة.. عار لا يغسله إلا الدم وبالفعل ذلك ما حدث حين سارع أهلها إلى قتلها وإهدار دمها في الحال دون اكتراث..
وفي سياق الحديث عن الحكاية يشير البردوني في كتابه «قضايا يمنية» إلى أن قصة الدودحية في اليمن تكاد تماثل العديد من القصص والحكايات العربية مثل (الميجنة) في بلاد الشام والتي أصبحت رمزاً لفن الغرام في الغناء كما هو حال الدودحية في الأغاني الشعبية اليمنية..
ومما يحكى أن الرئيس الإرياني هو من دفع باتجاه تغطية الأغنية الأصلية بأغنية أكثر احتشاماً وهي (خطر غصن القنا) لمطهر الإرياني والتي غناها علي الآنسي..
الجدير بالذكر أن الفنانة الإسرائيلية اليمنية الأصلة عفراء هزاع كانت قد قدمت أغنية (الدودحية) بفيديو كليب راقي تخللته مشاهد لفتاة ترمز للدودحية وهي تعاني آلام العقوبة التي تنفذ عليها في مشاهد تراجيدية مؤثرة وقد لاقى العمل الكثير من النجاح والشهرة بين أوساط اليهود في إسرائيل والعالم وعوض خسارة اندثاره في وادي بنا.
____

نص أغنية الدودحية الأصلي
يا دودحية ويا غصن القنا
قد دردحوا بش على وادي بنا
يا دودحية جبالش خزِّني
القات معلي ومحبوبش غني
دُنِّي من الكوز سُكَّر واركني
أمان يا نازل الوادي أمان
بالله اشهدوا لي على ابن الدودحي
لا زوَّج اخته ولا هي تستحي
يا دودحية توصِّي لا عدن
يدَّوا لبوش عطر ويدَّوا لش كفن
يا دودحية ويا قمري خُبَان
خبيرتش بنت عامل كوكبان
يا دودحية لقينا لش خبير
هي بنت غمضان من البز الكبير
وبنت ابو نيب في دمنة خدير
أمان وا نازل الوادي أمان
بنت الصباري وبنت الدودحي
قد زوَّجين العزب والملتحي
أمان يا نازل الوادي أمان
_____

هي قصة عاطفية حدثت في ثلاثينات القرن الماضي 
ذكرها أديب اليمن وشاعرها "عبد الله البردوني" رحمه الله , في كتابه ( قضايا يمنية ) وكان مسرح هذه القصة في المنطقة الوسطى من اليمن وكان مضمون هذه القصة أن شاباً وفتاة وقعا في حب بعضهما فاشتهر أمرهما ووصل خبرهما إلى حاكم المنطقة فأمر بربط طبل (مرفع ) على ظهر كل منهما وأمر جنده بالطواف بهما على القرى وهم يضربون على الطبل تعزيراً لهما , وبالحس الشاعري نظم الشاعر اليمني "مطهر الإرياني" هذه الكلمات من وحي هذه القصة ، وقد اكتمل هذا العمل التراثي باللحن الرائع الذي وضعه فنان اليمن "علي بن علي الآنسي" وقد تغنى بها الكثير من الفنانين اليمنيين وفناني الجزيرة والخليج لروعة كلماتها ولحنها.

كلمات الأغنية ..

خطر غصن القنا وارد على الماء نزل وادي بنا ومر جنبي 
وبأجفانه رنا نحوي وصوب سهامه واعتنى وصاب قلبي 
أنا يا بوي أنا 
أمان يا نازل الوادي أمان 
أخذ قلبي وراح وشق صدري بالاعيان الصحاح يا طول همي 
ويا طول النواح من حب من حل هجري واستباح قتلي وظلمي 
أنا يا بوي أنا 
أمان يا نازل الوادي أمان 
لمه تقسى لمه وتهجر ابصر حبيبك ما أرحمه هايم بحبك 
جمالك تيمه وطول صدك وبعدك سمسمه ما اشد قلبك 
أنا يا بوي أنا 
أمان يا نازل الوادي أمان 
وذكرك في فمه غنوه وحبك جرى مجرى دمه يحلم بقربك 
ترفق وارحمه لا تعدمه بالجفا شا تعدمه والذنب ذنبك 
أنا يا بوي أنا 
أمان يا نازل الوادي أمان

وادي بنا : هو وادي يقع في مديرية السدة التابعة لمحافظة " إب " والتي تتميز بالطبيعة الخلابة وروعة المناظر والشلالات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق