الأربعاء، 31 أكتوبر 2018

من تاريخ ابين..الثائر علي بن سليمان الطولقي

ثائر عربي جنوبي عظيم من ابين.

محمد عباس ناجي الضالعي.

انجبت محافظة ابين الباسلة مئات الابطال الذين ضحوا بارواحهم ودمائهم في سبيل تحرير وطنهم الجنوب.. وقد ذكرت العشرات منهم في مؤلفاتي.. في هذه العجالة سأتحدث عن واحد منهم. وهو المجاهد الثائر/ علي بن سليمان الطولقي البدوي. وابنه محمد رحمهما الله.

في عام 1538م احتل العثمانيون عدن ( عدن المقصود بها اليوم مدينة كريتر) بعد غدرهم بحاكمها عامر بن داؤود الطاهري وهي قصة شهيرة ومعروفة.. فمارسوا ابشع صنوف القهر والاذلال ضد مواطني العربية الجنوبية.
 
لهذا في سنة 954هـ/1546م قاد هذا الثائر ثورة ضد الحكم العثماني لعدن, حيث كان علي بن سليمان البدوي ملكا او اميراً في خنفر (وكلمة خنفر في المعاجم اللغوية تعني الكبرياء والشموخ_ ومازالت مستخدمة حتى اليوم.. عندما يقال جاء فلان يتخنفر خنفرة. اي غاضب بكبرياء).

هذا الثائر كانت لديه طموحات لتوسيع نفوذه وحكمه, فوجدها فرصة سانحة عندما خرجت القوات التركية من عدن وتوجهت في حملة عسكرية لمجابهة الائمة الزيدين في صنعاء, وتركت حامية عسكرية صغيرة في عدن, فقاد علي بن سليمان حملة عسكرية نحو عدن, ودخلها من ناحية جبل الخضراء, ولم يشعر الأتراك إلا بالسيف على رؤوسهم, فقتل منهم من رفض الاستسلام, ومنح الأمان لمن أستسلم, وقام بإرسالهم على سفينة الى مدينة الشحر, فاحدث ما قام به الطولقي في عدن إرباكاً كبيراً للأتراك, فما أن انجزوا مهامهم في صنعاء حتى عادوا باتجاه عدن, وعندما علم الطولقي بتوجهم إلى عدن توجه لملاقاتهم في مدينة الرعارع (عاصمة لحج القديمة) وولى إبنه محمد بن علي مسؤولية حماية عدن, فدارت معركة كبيرة بين الطرفين في الرعارع, فقتل فيها القائد والملك علي بن سليمان الطولقي البدوي رحمه الله, وفر من تبقى من جنده إلى خنفر.. وكان خروج علي بن سليمان من مدينة عدن الحصينة خطاء كبير نتيجة لعدم وجود تناسب بين قوى الطفرفين البشرية والعسكرية حيث كان معظم جنوده يقاتلون بالسيوف والرماح بينما الاتراك لديهم كل وسائل القتال النارية بما فيها المدفعية.

على إثر ذلك توجه الأتراك إلى عدن لاستعادة احتلالها, وحشدوا عليها قوات برية وبحرية, وعند وصولهم إلى قرب عدن وجدوا بعض السفن البرتغالية, فتحاربوا معها لبضعة أيام, فانسحبت السفن البرتغالية, فاعتقدوا الأتراك أن اقتحام المدينة أصبح سهلاً, فتسلق منهم ليلاً حوالي مائة وخمسون جندي الى داخل المدينة من موضع يقع بين جبل المكريم وحصن الخضراء, فقصدهم أبناء المدينة بقيادة الأمير الثائر محمد بن علي الطولقي, فقتلوا منهم مائة, وعاد بقيتهم الى لحج. وعلى إثر الهزيمة التي لحقت بالأتراك طلبوا الدعم من صنعاء وزبيد, وبعد أن تجمع الآلاف من الجيش التركي في لحج مقابل مئات المقاتلين في عدن, قام الاتراك في مطلع عام 955هـ/1548م بشن هجوم بري وبحري كبير على عدن, واستعادوا احتلالها مرة أخرى,واستولوا على لحج وأبين والمناطق المجاورة لها. 

وتجدر الاشارة أن بعض المصادر لم تذكر مصير الأمير محمد بن علي بن سليمان الطولقي رحمهما الله..  ولكن بعض المصادر اشارت انه قاتل حتى قتل.. وقد أستمر حكم الطولقي لعدن وما حولها ما بين سنتين إلى أربع سنوات تقريباً.

وهنا تجدر الاشارة ان هناك اعلام عربية جنوبية كبيرة خلدها التاريخ الناصع لشعبهم العظيم واردنا في هذه العجالة للاجيال الجديدة الاطلاع على مثل هذه الاعلام المشرفة. ومنها شخصية الثائر علي بن سليمان الطولقي البدوي وابنه محمد.

هناك تعليق واحد:

  1. جزاك الله لكن هل هناك مرجع في ذلك تاريخي لأن هناك شئ غريب كيف ارسل الاسراء إلى الشحر

    ردحذف