الخميس، 26 يناير 2023

مقهاية عبدالله شيبه والزمن الجميل/د/علي الدويل

مقهاية عبد الله الشيبة والزمن الجميل

السبت ٠٧ يناير ٢٠٢٣ الساعة ١٢:٢١ مساءً

عدن الغد
مقال لـ: د. علي الدويل

لم يتوقع والدآهُ أن يعيش طويلاً، ولد ضعيف البنية ذو سبع أشهر فقط، خاف والديه عليه كثيراً، فلم يتركوا حكيماً أو مستوصف طبياً إلا وتم عرض ولدهم الصغير عليه .

نشأ وترعرع بين أوساط مجتمع بسيط متماسك في منطقة يرامس (الجول) أحبه أهل المنطقة جميعاً صغيرهم وكبيرهم، رجالهم ونسائهم .

تأثر كثيراً بالواقع الذي يعيش فيه فنشئ قوياً كريماً عطوفاً متواضعاً، وفي فترة الشباب كان نعم الشاب الطموح الذي يشار إليه بالبنان لدقة ملاحظته ورجاحه عقله.

فكان يرى المشقة الكبيرة التي يعاني فيها المسافرون متنقلون من منطقة إلى آخرى ومعاناة وتعب وشقه السفر ففكر الشاب الطموح بمشروع استثماري إنساني يكون ملتقى ونقطة ارتكاز يأوي إليها المسافرون وتكون حاضنة المقيمين من أهل المنطقة ،  فأستعان بصديقه المقرب إليه (( الكوشناني )) الذي رحب وفرح بهذا المشروع الذي يعد أول مشروع فريد ونوعي في المنطقة (مقهاية عبد الله الشيبة) .

بدا الثنائي في تنفيذ فكرة المشروع فقامواً ببناء المقهى وتم افتتاح المشروع البسيط الذي لاقى ترحيباً واسعاً بين أوساط أبناء المنطقة وأصبحت مقهاية عبد الله الشيبة معلماً ورمزاً بارزاً ونقطة ارتكاز لجميع المسافرين والمتنقلين.

أصبح النازلون يومياً من مناطق (أمسواد – الروضة العليا والروضة السفلى) واجباً عليهم التوقف قيلاً لشرب الشاهي وتناول وجبة الفطور الصباحية كما كان المقهى نقطة انتظار المسافرين المقيمين من أهل المنطقة والذين ينتظرون وصول السيارة الوحيدة لنقلهم وكذا لحفظ امانتهم وبيع البضائع الخاصة بهم .

أعجب الكثير من أهل المنطقة بهذا المشروع الذي قام به الوالد عبد الله الشيبة فقام البعض بتقليده وبيع (القروع – والمقصقص) من بيوتهم بل قام البعض ببيعها قريباً من المقهى الخاص به ولم يتكلم وكان مشجعاً لهم ومرحباً بهم قريبين منه لكن ظلت ( مقهايه عبد الله الشيبة ) هي الأفضل جودة في الطعم والطباخة ونقطة للتواصل .

فكان الدوام الرسمي للمقهى ( يبدأ من بعد صلاة الفجر تماماً حال وصول المسافرون وحتى الساعة الثامنة صباحاً فقط ثم يستأنف عصراً من الساعة الرابعة وحتى السابعة مساءاً يلتقي فيه الناس لتناول الشاهي ولعب الورق ماعدا يوم الخميس الذي تكون فيه وجبة الغذاء وبيع اللحم والمرق والمخلم .

تزوج الوالد عبد الله ورزق بتسعة من الأبناء صالح جلال وصبحي عزمي ماجد غسان أحمد وضاح وابنة وحيدة فقط فرحم الله من مات منهم وحفظ من عاش منهم ...

توفي الوالد عبد الله الشيبة متأثرا بالمرض الذي أصيب فيه وسط حزن كبير خيم على منطقة يرامس بأكملها مخلف وراءه نموذجاً رائعاً للكسب الحلال والمثابرة والتواضع والأمانة فرحمة الله تغشاه واسكنه فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون .

اقرأ المزيد :
https://adengad.net/public/articles/566015

تابعونا عبر قناتنا بالتليجرام
t.me/adenalghad_news

صفحتنا على الفيس بوك
www.facebook.com/ADENALGHAD.NET

صفحتنا على تويتر
www.twitter.com/adenalghad

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق