الجمعة، 24 يناير 2020

تاريخ مدينة شقره

*◼ من تاريخ*
*مدينة شقرة في محافظة أبين*
*••••••••••••••••••••••••••••••••••••*

  يقول المؤرخون في جنوب الجزيرة العربية أن بريطانيا عندما فكرت في غزو عدن والاستيلاء عليها لاهميتها الاستراتيجية كمركز لتموين بواخرها المارة إلى الهند بالوقود لم تجد عملية الغزو والاستيلاء طريقًا مفروشًا أمامها وتصدى أول ماتصدى لمقاومة بريطانيا سلطان العبادل السلطان محسن فضل العبدلي عام 1838م, وعندما اشتدت المعارك استنجد السلطان محسن بجاره السلطان أحمد بن عبدالله الفضلي الملقب بالمكسر والمتوفي سنة 1870 للدفاع معه عن عدن وطرد الغزاة الانجليز . وقد لبى السلطان أحمد الفضلي النداء وجهز جيش بقيادة ابنه حسين بن أحمد الفضلي المتوفي عام 1925م, عن عمر بلغ 125 عام, وخاض بجيشه من قبائل الفضلي المعارك مع الانجليز حول باب السلب, ودرب الحريبي وقد انطلقت الخيالة الفضلية واجتازت الدرب التركي أمام ساحل أبين وتوغلت إلى داخل المعلا والتواهي ثم انسحبت . وعادت مرة ثانية إلى خوض المعارك ضد الانجليز الذين احتلوا عدن عام 1839م وحينها استتب الحكم للغزاة الانجليز ..إلا أن المقاومة استمرت بعد ذلك.
        وفي 21يوليو 1841م وصل إلى باب السلب السلطان حسين بن أحمد الفضلي ممتطيًا صهوة جوادة متمنطقًا بسيفه ورمحه ..وهجم على شخص يدعى أحمد عبيدان، أحد أعوان الانجليز ومن أصل عبدلي، فقتله في عهد الاحتلال البريطاني ثم عاد إلى شقرة .. وترتب على العمل الذي أقدم عليه السلطان حسين بن أحمد الفضلي أن ضرب الانجليز بنيران مدافع بوراجهم الحربية شقرة ..فعاد الهجوم على عدن للمرة الثالثة ثم ضربت شقرة للمرة الثانية في 21 أغسطس عام 1846م.
وفي عام 1870م توفى السلطان أحمد بن عبدالله الفضلي وتولى بعده ابنه الأكبر السلطان حيدرة شقيق السلطان حسين ثم شاء توقيع معاهدة عدم الاعتداء مع بريطانيا, مما أثار حفيظة شقيقه السلطان حسين عليه فدبر اغتياله عام 1872م ونصب أحمد بن حسين خلفًا لعمه حيدرة سلطانًا على آل فضل .
     لم يرتح السلطان حسين بن أحمد بعد ذلك على سير الأمور حتى في عهد ابنه السلطان أحمد بن حسين وبعد صراع داخلي مرير اعتصم السلطان حسين بن أحمد في حصن الحرقاء وجاءت بارجة بحرية بريطانية من عدن إلى ابين لضرب الحصن بقنابل مدافعها .. وكانت الخطة هي نسف الحصن من البحر ثم تطويقه برجال الجيش الفضلي وإلقاء القبض عليه .. وفعلاً نفذت الخطة وألقي القبض على السلطان حسين بن أحمد, ونقل على ظهر البارجة ونفى إلى الهند عام 1873م. وفي عام 1888م قَبِلَ للمرة الأولى السلطان أحمد بن حسين تحت ضغط بريطانيا الدخول معها في معاهدة حماية ...وبعد التوقيع على المعاهدة أطلق سراح والده السلطان حسين بن أحمد وعاد إلى بلاده في العام 1888م, وكان حينها طاعنًا في السن 88عامًا . وفي عام 1909م توفى ابنه السلطان أحمد بن حسين وتولى هو السلطنة بعد ابنه عن عمر تجاوز 109 عامًا وكانت العلاقات مع الانجليز في عهده غير حسنة .
        وعندما قامت الحرب العالمية الأولى عام 1914م, واحتل القائد التركي سعيد باشا لحج عام 1915م, وجد للسلطان حسين بن أحمد فرصة عرضت حياته للخطر من جانب الانجليز ..في ذلك الحين قدمت فرقة من الجيش التركي بقيادة القائد التركي على جودت بك إلى أبين عام 1917م, حيث مكثوا بها بعض الوقت ثم عادوا إلى لحج في العام نفسه. وبعد أن عادت الفرقة التركية إلى لحج أرسل الأسطول البريطاني قوات إلى أبين وانزلت القوات البريطانية إلى البر دون سابق انذار للسلطان حسين بن أحمد . عندما علم السلطان حسين بن أحمد بنزول القوات البريطانية اعتصم السلطان حسين بن أحمد بحصن الخور في الجبال المجاورة التي تبعد عن أبين 12 ميلاً تقريبًا ..فطوق البريطانيون قصر السلطان المعروف المسمى بحصن باشحارة ونسفوه وعادوا إلى قطع الأسطول بعد العملية .. في الوقت ذاته كان السلطان حسين بن أحمد يؤلب قبائل آل فضل لصد المعتدين الذين لم يمكثوا سوى بضعة ساعات فقط . وبعد الحرب العالمية الأولى دفعت بريطانيا تعويضًا للسلطان حسين بلغ 25 ألف روبية ومدفع .
       وفي عام 1925م, توفى السلطان حسين بن أحمد عن عمر تجاوز 125 عام . تولى بعده حفيدة السلطان عبدالقادر بن أحمد بن حسين وكان محبوبًا لدى جده الذي ولاه الحكم نائبًا له في عهده, وقد حكم السلطان عبدالقادر حتى عام 1927م, وقيل أنه توفى مسمومًا. تولى بعده من عام 1927م حتى عام 1932م السلطان عبدالله بن حسين, وكان السلطان عبدالله بن حسين قد نفاه الانجليز هو وشقيقه صالح إلى الهند أيام وجود والدهم السلطان حسين في المنفى, ثم تولى بعده السلطان صالح بن عبدالله منذ عام 1932م حتى عام 1941م وقد طورد من قبل بريطانيا إلى أن تم نسف حصنه المسمى حصن الأنس في شقرة ثم نفته إلى دار السلام بشرق افريقيا وكان الخلاف بينه وبين بريطانيا مستحكمًا . وفي عام 1941م تولى الحكم السلطان عبدالله عثمان بن حسين حتى عام 1962م فدب الخلاف بينه وبين الانجليز ..فدبر عزله من السلطنة وحل محله السلطان أحمد بن عبدالله بن حسين الفضلي وفي شهر يوليو عام 1964م عزل السلطان أحمد ونصب خلفًا له السلطان ناصر بن عبدالله بن حسين الفضلي.
������������������

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق