الجمعة، 24 يناير 2020

سالمين الأنسان/صالح الفقير

#سالمين - الانسان#

منذ نعومة اضفاره احب قريته -المحل- واهلها احترم كبارها وعطف على صغارها وسعى الى تشجيع شبابها للعلم والتعلم ، وحتى عندما بدا يستلم راتبه من عمله كان لايدخل القرية الا وقد مر على احد الدكاكين ليجلب بعض الحلو ليعطيه مكافأة للصغار عند دخوله الى القرية ليشجعهم على التعليم .
سالمين ترعرع يتيما مع امه واختيه وتحت كنف اخ جده .
وبحكم بيئته الفلاحية واجتهاده في دراسته الاعدادية ثم تعلمه الديني الورع والصوفي بحضرموت حتى العمل كمحاسبا في السلطنة الفضلية كان محبا للناس وكان دائما مهرولا لمساعدتهم صغيرهم وكبيرهم .
كانت عائلة سالمين الكبيرة الموقرة من شيوخ الدين في السلطنة الفضلية كانت صداحة بالحق لاتفرق بين الغني والفقير وكانت منازلهم ملجأ للمسكين واليتيم والارملة وعابر السبيل يجد السكن وماتيسر من الطعام.
اختار سالمين الكفاح المسلح ضد المستعمر البريطاني وحلفائه من السلطنات بعد سلسلة من المضايقات والتعسف وكبح للآراء والحريات ومحاولات اغتيال وترويع اهله وسجنه وتفجير سيارة لاهله بجانب منزلهم في المحل .... وعندما هم للمغادرة مضطرا ....
قالت له امه : لمن تتركني واختيك فقال لها استودعك الله ثم اهلنا في المحل وابين .. وكانت امه الحجة خزانة امرأة مكافحة لم تتزوج بعد وفاة زوجها وكانت تعمل بجد في زراعة ارضها وتربية الماشية .
انطلق - (ذئب ردفان) (سالمين) (ربيع) ( الشيبة ) (ابو احمد) / رئيس مجلس الرئاسة لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية كاول جمهورية جمعت كل سلطنات الجنوب العربي شرقها وغربها انطلق يقدم نضاله وتضحياته ابان الثورة ضد الوجود البريطاني في عموم الوطن ولشرح ذلك نحتاج الى مجلدات و رغم كل ماقدمة من اجل تحرير وطنه الجنوب وكل ماعاناه وعانته اسرته الا انه بعد الاستقلال طرد هو ورفاقه من ابين من قبل قوات الجيش الداعمة آنذاك لليمين المتطرف في الجبهة القومية في مارس ١٩٦٩ م وحينها استشهد البعض منهم واصيب هو في احد رجليه بطلق ناري اثر الكمين الغادر اثناء هروبهم باتجاه الشمال عبر يافع .
ولكن الفدائي دائما يعود ومسك سدة الحكم عند انتزاعه سلميا في 22 يونيو، 1969 بعد عودته سرا وظهوره في عدن بشكل جرئ و مفاجى في اجتماع اللجنة المركزية للجبهة القومية .
وبعد مسكه زمام الامور لم يكن منتقما ورفض اعدام الرئيس السابق واللذي كان السبب مع قيادته في قتل وتشرد العديد من ثوار الجبهة القومي .
خلال فترة حكم سالمين القصيرة واللتي استمرة من 22 يونيو، 1969 حتى 22 يونيو، 1978 لاتتعدى تسع سنوات تمت انجازات ضخمة وسريعة . لم يستطع غيره انجازها خلال العشرات من السنين .
ويوما قال لتجار عدن عندما جائوا اليه شاكيين من كساد تجارتهم اصبروا علينا قليلا وسوف نرجع عدن كما كانت ايام الانجليز وافضل من ذلك.
كانت اعماله لاتقتصر على الجانب الامني والاقتصادي فقط بل كانت تنحاز اكثر نحو الجوانب الانسانية .
ومن انجازاته...
* انتشار التعليم المجاني في عموم الجمهورية وجمع ابناء البدوا من المناطق النائية في تجمعات يقدم فيها السكن والماوى والطعام والتعليم المجاني.
* توفير الخدمات الصحية والعلاجات المجانية لكل افراد الشعب.
* تطوير الزراعة والاصطياد السمكي وتوسيع البقعة الزراعية مما ادى الى توفير الغذا الرخيص للسكان .
* توفير البعثات التعليمية للخارج لعموم الشباب .
* ترسيخ الامن والامان في عموم الجمهورية ريفها وحضرها.
* سعى الى النهضة الصناعية فكانت بواكيرها العشرات من المصانع . في المجالات الغذائية والنسيج والاحذية والعطور والكهرباء والادوات المنزلية وغيرها .
كان سالمين مندفعا نحو اصلاح اقتصاد الجمهورية ومن اجل ذلك سعى لفتح علاقات ومشاورات مع دول مثل الصين ودول الخليج وغيرها مما اثار حفيضة الجناح المتطرف في اليسار اللذي بدأ بتشكيل الحزب الاشتراكي من طراز جديدي ورغم اعتراض سالمين على تشكيله الا ان الاغلبية واللتي تشكلت بعد المؤتمر التوحيدي دعمت هذا الاطار . وهنا بدأت شكوك هذا الجناح المدعوم روسيا نحو توجه سالمين المتحرر من الاستأثار الروسي بالجنوب ، واللذي ادى بعد ذلك الى قيادة انقلاب ضده.
عند مقتل الحمدي واحباط توحد الجمهورية العربية اليمنية مع جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية اثر هذا الحدث تأثيرا كبيرا في نفسه واصر على الذهاب الى صنعاء ليحضر جنازة ودفن رفيقه الحمدي بنفسه رغم رفض سلطات صنعاء قدومه وكان هذا الحادث ساعة نحس لليمنين وللرئيس سالمين حيث استغل بعد ذلك في اطار تنفيذ الانقلاب .
ودع سالمين بكل طموحاته وانسانيته الكبيرة المشهد و حب الجماهير الغفيرة ... افتقده الانسان البسيط افتقده الصغير والكبير افتقده كل مواطن عرفه وكل مواطن لم يعرفه فيما بعد .
عرف الشعب كم كانت الخسارة الفادحة لفقدانه كما عرفها بعد ذلك قاتليه .

*صالح الفقير*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق