الاثنين، 26 فبراير 2018

(المهند..مقال ل.عبودمحمدمقرع

             بسم الله الرحمن الرحيم

            (المهنّد)..من ذاكرة المكان!!

قطعيّاً ودون شك كلٌ منّا تستلهمه الذكريات التي لامفر منها كذكريات الشباب والصباوذكرى الحياه والمكان ومولد النشأةِ والطفوله.تلك اللواتي لهن عبقهن الخاص المحفورفي ذاكرة الانسان.

من ذاكرة المكان استهواني الشجن ان احدثكم بشبق عن كوخنا البسيطوكما نطلق عليه في وادي بر سالم(يرامس) بالمهند.. .ذلك الكوخ الذي اتولدفيه الفقير والغفير والسلطان والأميرو الاستاذ والمربي والطبيب والمهندس والضابط والقائد والصحفي والشاعر...الخ...

استلهمت وانا اكتب في ذلك حضنه الدافئ في ايوائنا بشموخه الرصين متحدي الزمن وعوامل التعريه عنوانه الصمود ولاشي غيرالتحدي و البقاء في ذلك العهد والزمان..ومعه تذكرت استضلال جداتناوهن يقومن بتربيتنا اطفالا  في الهودج  ( الهندول )مرددات تحت سقفه الاهازيج  الشعبيه والمهاياه المتوارث عنها ...على سبيل المثال((هواااه ياكلب عباس..هواااه يادي توكل الناس))وكذالك((ياداورين الليل كم باتدوروا لانا خليّه ولامعي رسولُ عاده حنش على الباب معسورُ وغيرهامن الاهازيج للذكر لا على سبيل الحصر.

تذكرت ذلك المهندالذي كان مدرسه عوضاً لشحة ونقص الصفوف الدراسيه لجيل الخمسينات والستينات فربما السبعينات من طلابنا الذين صاروا بعدها كوادر افذاذاً يحتذا بهم في شتّى المجالات.ومعها استعدت ذكرياتي وذكريات جيلي ومن عاصروني عندما كنّا طلابًا في مدرسة البدو الرحل بزنجبار وحين مايحل موعد الاجازات كان المهند اول مستقبلينا ونحن على سيارة (الزنوه) ليس في خواطرنا سوى نصائح استاذناو مربينا الفاضل (نصيب)وتعاليمه الصارمه. مرددين شعارات ذلك الزمان((سالمين نحن اشبالك وافكارك لنا مصباح.واشعلناها ثوره حمرا باسم العامل والفلاح)).

(للمهند)أمسيات وذكريات في قريتي الحبيبه(يرامس)موطن الشعر والشعراء ورمز البساطه والكرماء يذكرني باناس استهوتهم نفسي منهم الاموات ومنهم الاحياء كانواهواه وبارعين في بناءه .امثال باموزه وعباد وسبيع والكسلول..كانت لهم براعة الصنعه والتفردبها عن غيرهم وباستذكارهم استذكرت اكواخهم على سفح ارض (امدقم)و(المصانع)و(بين امسود) مستقبلين بها الوادي يزينها خريرالسواقي ومياة السيول والغيول المنسابه لتسقي القطن و الذره والدخن وشجيرات البطيطا والكنب والسيال.تسابقها ابتساماتهم الطيبه للدخلاء وعابري السبيل..تأنف نفوسهم العبور الا بعد اطعامهم من خشاش الارض ومما يزرعون..كانت اكواخهم حبلاء بالخيرات والطعام فهناك يوجد العصيد واللبن والحقين والخبز والجهيش والبطيطا والضدحة والفقمى لمن يغدوا جيعانا

اخيرا وليس باخير..استوحشناك ايها(المهند)..كنت لنابمثابة الوصل بليلى ..لاكننا ودعنّاك وهجرناك واستبدلناك ببيوتنا الطينيه والحجريه..لكنك ستضل خالدا مخلدا في حنايانا لانك الاس والاساس ..فيك ولدناوفيك ترعرعنا وفيك تعلمناوعلى ذكراك نستذكرك يازمان الوصل بالاندلس  ِ.

               

           (عبودمحمدمقرع)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق