الثلاثاء، 25 يناير 2022

حديث من الذكريات

حديث من الذكريات..

----------------------------------------------

كتب/.العميدالركن/ عبودمقرع
-------------------------------------------------

أجمل لحضات الولع أستذكار الذكرى وأمتع من الذكرى سرد أحداثها..خصوصا اذا تعلقت بحدث المكان والزمان يخالطها حنين الاخلّاء والأصدقاء ومن شابت غيابه ضروف الحياه.

ذات مره وتحديد في مطّلع تسعينات القرن الماضي حين كنّا نعيش تلك الايام زخم الوحده في ايام نشوتها ذهبت مع صديق لي الى( مولدسعيده)..كانت اولى رحلة لي لذلك المكان لمانسمع عنه  على لسان العامه بانه مولد يسلتزم السكينه والقداسه وووو.

وبطبعي كغيري من البشر شدني الحدث ونويت السفر مع صديقي لمعرفة نوع قداسة ذلك المكان ..وصلنا مع حلول اذان المغرب ..
كان مهرجانا للتجمع يحوي خليط للجنسين ..مارست فيه طقوس ماانزل الله بها من سلطان ناهيك عن الاختلاط الذي لاينذر بشي لوجود تلك القداسه.

ماعلينا..

شدّني في ذلك المكان الزوامل والمهاجل وحب الشعر..ومن طريف المواقف انه في صبيحة ثاني ايام المولد تحديدا.. حضر محافظ  ابين(يحي الراعي)وزبانيته من مرافقين ومسؤلين آنذاااك!!

كان ذلك الصباح جميل تتساقط بعض زخات المطر اضفت عليه جمالية المنظر.

بحضور المحافظ كان لابد من اقامة مهجل ..فتدافعت القبائل كلا يريد تسجيل حضوره وكان هناك عرفا بينهم.. احدهم يقيمه الصباح والاخر يقيمه العصر ..لكن وروده للمكان بذلك التوقيت جعلهم يكسرون ذلك العرف ويدخلون في اشكاليه كادت توصلهم للاختلاف او الاقتتال.

المهم تدافعت رجال الله وكل منهم لسان حاله هو الافضل لينال رضى المحافظ وعطاياه السخيه.. بيد ان الراعي كان ماسك زمام المحافضه ولديه من الامكانيه ما تمكّنه أن ينثر فوق العروس الدراهمُ..

بعد مد وجزر اتفقت القبائل على قيام مهجل مشترك من صفين دحضا للفتنه..ولكن الامتعاض أثّر على الشعراء واستهجانهم  الامر الذي ظهر ذلك التأثير في اقوالهم..خصوصا وان فيهم المؤتمري والاشتراكي والناصري ولفيف من مسميات ذلك الوقت.

كانت القبائل تأخذهم النشوه  بعيدا في حضور  المحافظ ولسان حالهم (كالأعمى الذي لقي حليه وامسى يدرجها)..غير آبهين باسباب قدومه ونواياه في وقت كانت تعصف بالناس التكتلات والمواقف السياسيه ..غير مستشعرين ماتخفيه لهم الايام والاقدار مفرزه لهم بعد ذلك حرب صيف(1994)حصدت الاخضر واليابس.

نعود لمهجلنا..أصطفت القبائل بعرف البداوه في صفين وكل شاعر آتى بما في جعبته يتداخل في اقوالهم اللغز والرمزيه..لايفهمها الا من له باع في الشعر وملم بهجزه ورجزه وصدره وعجزه..فالشعر له ناسه وله افراسه وابله لاتمكن الراعي فهمهانظرا لقصوره في هذا المضمار .

بدأت المنازله استهلها الشاعر السعيدي قائلا:

كان النبي موسى بيده عصا
والراعي الكذاب قدضيع عصاه

والذيب ينهش في ضعيفات الغنم
والذيب ينهش لاغفل عين الرعاه.

ساد صمت الحاضرون وجفت الالسنه بالحناجر وتسارقوا الناس الانظار فيما بينها عاجزين الخلاص من هذا الموقف..لكن بداهت الشاعر تداركت الموقف تجاه الضيف..لم تبلغ الصفوف دورتها الاولى الا واوقفهم الشاعر بعد ان ادرك زلته..فالعرف لايسمح بالاساءه للضيف فما بالك حينما يكون القادم جمعته الصفتان ضيف ومسؤلا في الدوله.. فقال:

كانت بريطانيه حاكم شعبنا
وامروس جابواحزب شوعي مانباه

ان قلت بعده سرت ماشي لي رضا
وان قلت باقفي خايف من وباه

حينها ضحك المحافظ مقهقا ..فهم الثانيه ولم يفهم الاولى والحمدلله على سلامة الموقف.

خلاصه:

ان كنت مسؤلا وحضرت مهجل من هذه المهاجل وكان من امثال السعيدي حاضرا قع فطن وانتبه على عصاك..نلقاكم على خير.

الاربعاء23اكتوبر2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق