الأحد، 14 أغسطس 2022

صديقي المحسن/دوشن

( شخبطات دوشنيه)

★ صديقي المُحـسِن
C H AR I T Y  MAN


✒بقلم م/ سالم صالح هادي 
         ( دوشن)
أبين الكود
في     5/5/2017

.... في حياتنا الكثير من المواقف الإنسانيه تمر ولا  نلقي لها بالاً ً ..ولكن مواقف الإحسان   وفعل المعروف الجميل تظل عالقه بالأذهان وإن غفلنا  عنها لوقتٍ ما ، سوى قرأناها أو سمعناها أو لامسناها وشاهدناها عن قرب  .

الإحسان  كلمة ،موقف  ضحكه  ، إبتسامة او  فعل ٌحسّي معنوي أو مادي ، سراًً  وعلانيةً
ويظل إخلاص النية وإبتغاء مرضات الله هي مفتاح القبول عند الله تعالى..

  ...الحديث عن  الإحسان والمحسنين حرٌّك مشاعر 
إ نسانية غاية في الروعة ، فأجتاحني لذكرها فيض مشاعر وعاطفة كمن ألقى بحجر في مياه بحيرة فأنداحت في تموجات دائرية متتالية تتسع وتكبر بكبر قلب صديقي
     المحسن  .!!  
 وكنت شاهدا ًعليها .

(1)صديقي المحسن
  ..يترجل من سيارتة ويترك مقودها عند توقفنا أمام واجهة احدى المكتبات في شارع الشابات  خور مكسر / عدن 
  بعدها يخرج من المكتبة بعد أن أبتاع حاجياته منها  . 
في ذات الحين يقبل علينا رجلا وقد علت علامات العوز وجهه وملابسه، ويحمل صندوقاً متعدد الأغراض يبيعها للمارة ، من بينها أقلام ماركة   PILOT الحبر الشيني .
يتقدم إليه صديقي   ويشتري منه دزينتي اقلام له ولموظفي إدارته.فأسأله :
 ما حاجتك إليها وقد اشتريت قبل لحظات من المكتبه؟

يرد في إبتسامة زيٌنت  محياه :
 ---لو رأيته قبلاً لأشتر يت منه .ثم يعلًق بقوله.:
.هذا رجل متعفف، وهو أحق بأن يشترى منه ، فبدلاً من أن يمد يده ويسأل الناس إلحافا..حمل الصندوق ورضي بما يدرة عليه من رزق..  ولم يتسول الناس. 
 (اليد العليا خيرا من اليد السفلى.) وبذلك اصبنا  عصفورين بحجر واحدة ..صدقه مع حفظ لكبرياؤه...
   
   إنٌَه مُحسِن  ..! 

(2) 
صديقي المحسن ..أدلف وإياه  إلى احد مطاعم قلعة صيرة ، نحتل مقاعدنا ونحتوي 
طاولة الطعام  
         ،ونشرع في الأكل .فجاةً! ..يقف بجوار طاولتنا  رجل يطلبنا طعام،كان أشعث الشعر، رث الثياب كادت عورته تبين لولا قطعة من قماش مهترئه ( قطعه صغيرة من معوز) سترت جزءاً منها .كان في هيئة مقززة  و منفرة لمن يراه. كان أحد المصابون بعاهة نفسية او ما نسميهم ( المجانين ) .
يهرول إليه نادل المطعم ( المباشر ) ويزجره صائحاً ومانعاً إياه ليخرجه من المطعم بصورة مهينه  ومسيئه لآدميته..
هنا يتدخل صديقي ويمنع النادل من فعل ذلك . ثم يأمر لذلك الرجل ( المجنون) إن شئنا تسميته .بقائمة طعام   وتقيد قيمتها على حساب صديقي .
يلتفت نحوي ويقول :
 لو أن غيره طلبني نقوداً ما أعطيته قط ، فلربما يشتري بها (قات) ،   أمٌّا هذاالرجل
جاااائع. أتعرف ما هو الجوووووع  ؟ فأبتلعت دهشتي! 

غادرنا بعدها المطعم   وقد ترك صديقي هناك أثراً  .....  ! ! تركنا الرجل ولازال هناك بريق لامع في عيني ذاك ( المجنون ) لعلٌها  دمعات فرح وشكر تحجٌّرت
 في مآقيه عرفاناً منه لصديقي.......

إنٌه مُحسِن !! .
 
(3)
صديقي المحسن  ..في يومٍ ما ، ونحن في طريقنا  على متن سيارته الأنيقه  وقبيل الظهر  في احد أيام شهر رمضان الكريم ،.. السيارة تنهب الطريق الإسفلتي تحت عجلاتها نهباً في عجلة منا لأمرٍ ما، نلمح  أمامنا في جانب الطريق  رجلاً  اشيب الشعر  أبيض الشارب ( الشنب )  وكا ن له من إسمه نصيب بسبب ذلك الشنب !
 يتوكأ الرجل بعصاه ويسير ببطءشديد.  يخفف صديقي من السرعة  ويسألني :
 أليس ذاك الرجل هو .....؟
 -- لم أتفحصه وأتبينه جيداً  . 
هكذا أجبته.  .
 يتوقف ويعود بسيارته إلى الخلف للتأكد منه.،وإذ به نفس الرجل الذي عناه  ،.
نزلنا من السيارة وسلمنا علية ، وسأله عن أحواله عرف من حديثه معه أنه تقاعد عن العمل من مدٌه .. 
 ثم يدس في يد الرجل شئ ما . 
يقول لي:
 أتدري ؟  !! إن لهذا الرجل دين وجميل في عنقي لا أنساه..هذا الرجل الأشيب كان عوناً لي في بداية عملي الحقلي ...بعد تخرجي من الدراسة في الخارج  ...أستفدت منه الكثير  من خلال المزج بين معارفي العلميه النظريه  التي درستها..وبين ما تراكم لهذا الرجل من تجارب وخبرات عمليه في الزراعه، ولم يبخل بها علي . وكانت  أحد اسباب نجاحي .
 
في صباح اليوم التالي  يستدعيني إلى مكتبه  ومد إلي بظرف مغلق وأوصاني بتسليمه للرجل.  
وكان يداوم على هذا الفعل كل رمضان  .

  إنًه مُحسِن   !!. 
(4)
  صديقي المحسن..   يأتي لزيارتي في المستشفى علئ إثر وعكة صحية ألمت بي . اثنا مرافقتي له في الدهليز الفاصل بين أقسام  المستشفى ، نرى جمهرة وجموع من الناس  أمام مدخل قسم العمليات الجراحية ..
تهز المشاعر أنين شاب ممدد على لوح السرير الطٌبي  ، وتعالت الأصوات في مشادّه كلاميه بين الممرضين وأهل المريض، سألنا ماذا يجري؟
 جاءتنا الإجابه صادمه ( مطلوب استكمال دفع رسوم العملية الجراحيه ولوازم أخرى،
 عجز أهل 
 المريض في توفيرها..ووضعه الصحي يزداد سوءاً..بالعربي الفصيح. .أهله لم يعد معهم شئ يقدموه .. 

تغيّرت ملامح وجه صديقي .وهرع مسرعاً ً متوجهاً إلى إدارة المستشفى  وكنت بصحبته  وطلب منهم إجراء العمليه الجراحيه للشاب  ورفع فاتورة تكاليفها إليه. 
وتتم العمليه !! ذرفت أم الشاب الدموع فرحاً  وراح لسانها يلهج بالدعاء لصديقي المحسن     !
 كم أنت رائع  ووا سع ورقيق القلب .يا
 
     صديقي المحسن.!!!!
 
اللهم أجعل ذلك في ميزان حسناته  وجعلني وأنتم من المحسنين. 
        
         آميــــــن .

 
        
تمت**

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق