الأحد، 14 أغسطس 2022

المسهوج/دوشن

[شخبطات دوشنيه ]

    المسهوووج *⁉
"""""""""""""""""""""""""
✍🏼م/ سالم دوشن

 هامش* :
المسهووج تعني في ثقافة قريتنا الأبينيه : الشخص المولع ولعا شديداً ً بالشئ حد شبه إدمان.. 

…. في العاشرة من العمر  هو، يتحيّن قدوم العطلة المدرسية بشوق كبير ،ليس هروباً من المدرسة والدفاتر ومسائل  وأسئلة مادة الرياضيات!! ، هناك شيئاً ً آخر يدفعه ! يتمنى في قرارة نفسه أن ( يدهف بيديه ) ويدفع بالزمن بأيامه  وأسابيعه وشهوره إلى الأمام ويحشرها ويضغطها في زاوية " العطلة الصيفية "  .
لا لشئ بل كي يتمتع بوقت طويل في اللعب مع بقية الأطفال. 
 تشغل باله ومهووس بها لعب البطة.." الورق" واحد عشرين .. ماسك وحرّق ، الربلات اللاستيكيه الدائرية المدورة ، الكيتي " أغطية قوارير الشراب الغازي الكوكا كولا وكندا دراي. وغيرها من الألعاب في زمننا وجيلنا .. حيث كانت هي " البلاي ستيشن  العصري حقنا" والآي فوون وبلاك بيري!!!!!.  والواتس آب !!.
وَلَعَه باللعب كاد يوما ما أن يوقعه فيما لا يحمد عقباه .

قريبات لأمه يأتين يوما إلى البيت في زيارة خاطفة.. 
والطفل في وقت الظهيرة من تلك العطله المشوومة!!  يجلس محشورا في زاوية "الدِّكّهْ"  الطينيه للبيت  مهموما  عينيه ملأى بدموع تحجرت في عينيه  .،لقد طلب من والدته أن تعطية وتنقده مبلغ ..عانه أو نص شلن.. فلم تعطه  وتقول له بلهجة أُْ ُمٍّ صارمة: 
--- ( ماشي بعطييييك!  داري بك .مسهوووج !باتهب تلعب بها ..) ..
تنسد السبل في وجهه للحصول على ذلك المبلغ الهين في نظره ، الكبير قيمة لدى والدته في ذاك الزمان. 
المرأتان الزائرتان في عجلة من أمرهما لقد دخلا لغرض عاجل وستنصرفا،
أحداهن عند جلوسها على الحصيرة.. السلقه المصنوعة من سعف النخيل. التي قدمتها أمه لجلوسهما تضع ما بيدها من فلوس تحت الحصير ، رنين العملة المعدنيه يتردد صداه في أذن الطفل الصغير المحشور في زاوية الدكة. 
تستفزّه فكرة شيطانيه تشبثت في خاطره مليئة بالسم الزعاف?! 
أيسرق هذه القطع المعدنيه؟ ويلبي رغبته في مواصلة اللعب مع أقرانه.. 
كيف لو أنفضح أمره؟ ما موقف أهله من هذا الموقف المخزي ؟
أسئلة كثيرة أزدحمت في داخله، تردد، لكن الشر أنتصر عليه وغلبه. 
يقترب الطفل من الحصير وتتسلل يده المرتعشة ويزداد خفقان قلبة ..ووويعملها.! 
يدس القطع النقديه في جيب سرواله القصير. 
الشَرّ الذي أنتصر عليه في البدايه وأوهمه بصواب ما عمله .خذله فيما بعد  شعوره بالذنب وتأنيب الضمير .،ركبتاه لم تقوى على السير ، ضميره مثقل متعب ، كيف تسنى له أن يفعل هذا الفعل القبيح.؟! .، نصائح والده ووالدته وتربية أسرته.. الحلال  والحرام والعيب والخوف من عقوبة الله النار ، ظلّت تطارده وقيدت رجليه من الخروج لإستكمال لعبته   "المسهووووج بها" ولم يتمكن من تعويض  هزيمته من اللذين.. "طمّشوه البد!! " 
حاول أن يعيد النقود إلى مكانها بخفة يد، لكن لم يتسن له ذلك..، إذ تنهض المرأتات فجأة للمغادرة، وهنا كانت الطاااامة الكبرى!!? 
تبحث المرأة عن نقودها فلم  تجدها  في مكانها.
زداد رجفة الطفل وكاد أن يتبول على نفسه خوفا من هذا الموقف. 
تعلّق المرأة بأستغراب موجهة الكلام لأمه: 
---([ أوووو أوو!  شي في بيتكم جِن ْ! ؟ ذلحين حطيت فلوسي !!.."كراي " أجرة  حق السيارة!! ])
يتم تفتيش  السلقة الحصير وقلعبتها فوق تحت،. ولا أثر للنقود ! 
 تسأل أمه المرأة :
--- (كم!  كم منها الفلوس؟)
 فتجيبها :
-- منها شلن ونص !.

الطفل يراقب مايجري، ويريد الإعتراف بفعلته ،لكن الخوف والخزى ألجماه عن الكلام. 
تلتفت أمه نحوه بنظرة كلها شرر وويل وثبور، ثم تسحبه من يده وتدخل به إلي الغرفة وتسأله : 
...شي أنته شلّيت الفلوس?? 
لم يجاوبها، لسانه معلّق في سقف حلقه كالمشلول ولم ينطق! 
تدس يديها في جيبي سرواله القصير فتلتقط تلك العوينات المعدنية الشلنجيه..  الشّر المقيت.!!. 

(خليك مكانك.  لما قدني ارجع!!!!!!)  والشرر يقدح من عينيها نحوه. 
هكذا قالت له أمه: .
فخضع لأمرها بلاحول ولا قوة! .

في حركة مسرحية تقوم بها  الأم أمام الزائرتين وتعيد تقليب الحصير من جديد ..وفجأة تصيح  بفرح :
--[ شعوها الفلوس.. لاقيتها.. والله البيت فيه جن من صدق!  على قوولش??!! ]
( من قبيل ولا شفناها.. ولا هديناها أآبا بابببه. شل أبوكم من جن!!!) 
 تسلم الأم المرأة النقود ثم تودّعهم إلى الباب الخارجي  
وتعود مسرعة إلى الطفل الجنّي " السارق" وتوسعه ضربا ولكما ولطما ..ودعبا  ً… 😭😭😂
وتصيح فيه :
والله تمام!!  عادني باربي سرق .تعبي وتربيتي ونكدي  كله بايروح في تربية سارق مسهووووج بعد اللعب والكيتي! 
اليوم سرقت فلوس من شان اللعب بكره باتبيع(….. ك)🙊🙈
(حتى لا أنته شاطر وذكي في المدرسة وتجي الأول في صفّك .شع ما شي فايده معك في السرقة.. يابني
 خلاص قول توووبه. حلاااااااتي. 💔 )

ولم يصدق الطفل ان تنتهي فترة العقوبة والتوبيخ.. والويل ثم الويل الأكبر لو أخبرت أباه.  فترجاها ألّا تفعل ووفت بوعدها له شرط أن تكون المرّه الأولى والأخيرة ، وهذا ماكان ..

ظلّت كلمات أمه نبراس يضئ طريق حياتة.. 

  💚  ترى إن لم يحصل له ذلك التوبيخ ولولا فطنة تلك الأم،لأستمرأ ذلك الطفل الأمر وتعوّد عليه وأصبح من كبار الهوامير والفاسدين والسرق اللذين يموج ويعج بهم  هذا البلد المغلوب على أمره.. لأنهم لم يجدوا من يقول لهم: 
هذا حلال ! وهذا حــــــــرااااااام ..

      تمت! 
أبين ..الكود
في 30 مارس 2019م
السبت مساء ً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق