الثلاثاء، 9 أغسطس 2022

حكم دولة الائمه القاسميه وتقسيم اليمن

{ حكم دولة الائمه القاسميه وتقسيم اليمن } كانت اليمن دولة وولاية واحده وذلك في إطار دولة الخلافة الإسلامية العثمانية الى ان حاربهم الامام القاسم فقررت الدولة العثمانية الانسحاب من اليمن وذلك عام ١٦٣٥م { فصفت اليمن للامام محمد بن القاسم ولم تجمع الاقطار اليمنيه باسرها لاحد من الائمه قبله } (١) ثم تولى حكم اليمن اخوه المتوكل فخاض حروباً امتدت من صعده إلى عدن وحضرموت وظفار فشمل حكمه كل ارجأ اليمن ، ثم اخذ حكم الائمه القاسميين ينحسر عن مناطق واسعه من اليمن فاستقل السلطان { بدر بن محمد المردوف الكثيري } بحكم مناطق حضرموت والمهره وظفار ( عام 1113هـ / 1700م ) وكان الامير فضل بن على العبدلي نائباً للامام على مناطق لحج وتوابعها فاستقل بحكمها بمساندة يافع ( عام 1728م / 1141هـ ) وكان ذلك بعد عهد الامام المهدي صاحب المواهب { محمد بن احمد بن الحسن بن القاسم } الذي عارضه عدد من آل القاسم وغيرهم وادعى الامامه وحاربه عدة ائمه فاشتعلت البلاد بالفتن والحروب التى لم تهدأ .. وفي عهد الامام المنصور على بن المهدي عباس ( 1775- 1890م ) استقل بحكم منطقة ( ابى عريش ) وغيرها من تهامه والمخلاف السليماني {{ الامير الشريف حمود ابومسمار السليماني }} 
وقد اخذ حكم الائمه القاسميين ينحسر عن مناطق واسعه من اليمن ونشير اليه في النقط التاليه :-
[1]- حضرموت وانقسامها الى سلطنات 
*- كان مخلاف حضرموت يشمل مناطقا من شبوه كما يشمل المهره ومنطقة ظفار ( في عمان حالياً ) وكان مخلاف حضرموت – كغيره من مخاليف اليمن – مشمولاً بحكم الدول اليمنيه المتعاقبه ، وقد استمر ذلك الوضع في عهد الائمه القاسميين الاوائل الى ان وقع صراع الحكم في حضرموت فساندت قبائل يافع السلطان { بدر بن محمد المردوف الكثيري } في الاستقلال بحكم حضرموت ( عام 1113هـ / 1700م ) ثم فى عهد السلطان { جعفر بن عمر الكثيري } – حـ / عام 1150هـ - سيطرت عشائر من قبيلة يافع الرعينيه الحميريه على حكم مناطق حضرموت فانقسمت الى إمارات وسلطنات 
[2]- سلطنة لحج وعدن وتوابعها 
كانت عدن ولحج ويافع وغيرها مشمولة بحكم الدول اليمنيه المتعاقبه حتى اوائل عصر الائمه القاسميين الذين كان {{ فضل بن على العبدلي الحميري }} – واسلافه – من امرأ ومشائخ لحج في عهدهم ، ولكن صراعات الائمه على الحكم والفتن التى بلغت ذروتها في عهد الامام المهدي صاحب المواهب والامام الحسين بن القاسم ( 1139 – 1161هـ ) وكذلك التعصب المذهبي الهادوي كان قد ادى الى النفور من حكم الائمه وانفراد زعمأ قبائل يافع بالسيطره على مناطق واسعه في الجنوب ، ثم ساند بعض زعمأ قبيلة يافع الشيخ { فضل بن على العبدلي ( الرعيني ) الحميري } في التسلطن على مناطق لحج وتوابعها ومدينة عدن ، فقامت بذلك سلطنة لحج وعدن وتوابعها (٢) وكانت مدينة ( الحوطه ) عاصة السلطنه ومقر سلاطينها العبادله كما كان لهم قصر ونواب في عدن .. 
[3]- تهامه .. الوهابيون .. محمد على 
- كان { محمود ابو مسمار السليماني } اميراً نائباً للامام المنصور على بن المهدي عباس ( 1775 – 1809م ) على منطقة ( ابى عريش ) وما جاورها مثل جيزان ( جازان ) ومناطق من المخلاف السليماني ( اعالى تهامه ) وكان التذمر من حكم الائمه وتعصبهم المذهبي وصراعاتهم على الحكم من العوامل الرئيسيه لاستقلال الشريف محمود السليماني ( ابو مسمار ) بحكم تلك المناطق ، كما استقل بحكم مناطق من عسير { الامير عبد الوهاب ابو نقطه العسيري } الذي اصبح من اتباع الحركه الوهابيه التى ظهرت آنذاك في نجد على يد { العالم محمد بن عبد الوهاب } وقد بعث اليه العالم اليمني محمد بن اسماعيل الامير قصيدة تأييد مشهوره من صنعأ وتحت اسم الدعوه الوهابيه 
* آنذاك كانت بريطانيا تخطط لاحتلال عدن منذ وقت مضى .. وكانت حالة التمزق السياسي في اليمن عاملاً رئيسياً في دفع بريطانيا لتنفيذ مخططاتها ، فقد كانت صنعأ ومناطق اليمن الداخليه تحت حكم الامام الناصر عبد الله القاسمي الهادوي ( 1252 – 1256هـ / 1836 – 1840م ) – وكان الناصر من غلاة الشيعه المتعصبين وشملت الفتن فى عهده مدينة صنعأ – بينما كان الوضع في تهامه وفي حضرموت كما اسلفنا ، وكان يحكم عدن ولحج وتوابعها السلطان محسن بن فضل بن عبد الكريم العبدلي فوصل الكابتن هينز على راس السفينه البريطانيه ( كوت ) وزوارقها لاحتلال عدن في سبتمبر 1838م . 
فتواصلت المعارك الى عام 1843م حيث تم عقد اتفاقية سلام مع السلطان محسن العبدلي .. يقول المؤرخ البريطاني ماكرو {{ وفى نوفمبر 1847م توفى السلطان محسن الذي كان خصماً عنيداً ، اما نجله السلطان احمد بن محسن فكان مدركاً لمزايا الصداقه مع بريطانيا وبذل قصارى جهده لتنميتها ، - ومات السلطان احمد فى يناير 1849م فقامت بريطانيا بتوقيع معاهده مع اخيه السلطان على محسن فى 7 مارس 1849م }}
** وخلال تلك الاحداث شهدت صنعأ ومخاليفها ومناطق تهامه سلسة من الفتن والصراعات على الحكم وكان الامير عائض بن مرعى الرفيدي مستقلا بحكم منطقة عسير والامير حسين بن على بن حيدر يحكم مناطق ابى عريش وسائر تهامه والامام المتوكل محمد بن يحى بن المنصور يحكم صنعأ ومخاليفها ويصارع ابن حيدر ، وقد رحب اولئك الحكام الثلاثه بعودة الحكم العثمانى الى اليمن .. وقد ذكر كتاب نشرالثناء الحسن {اختلفت كلمة اهل اليمن جبالها وتهامها ، وعمهم الجهل والفتن ، فالتجأوا الى الدوله العثمانيه الاسلاميه واختاروها لحمايتهم والتسلطن عليهم وسياسة وتأمين البلاد } (٣) وقد ذكر المؤرخ محمد بن محمد زباره في كتابه ( ائمة اليمن) انه { كتب الهادي غالب بن الامام محمد المتوكل ، وعلى بن الامام المهدي عبد الله ، وحسين بن المتوكل احمد وغيرهم الى السلطان عبد العزيز الى الاستانه (استنبول) يستجدونه على القبائل ، حتى تم وصول مختار باشا بالعساكر السلطانيه } (٤) .. فوصل مختار و الاتراك الى صنعاء في 16صفر 1289هـ (1872م) ، وقد وصف كتاب (حوليات يمانيه ) الترحيب والابتهاج والاستقبال الكبير في صنعاء لعودة الحكم العثماني الى اليمن قال المؤرخ الحرازي في ( الحوليات ) : {{ قنع اهل صنعاء واهل اليمن وقطعوا الياس من جميع الائمه }} (٥) واستقبلت صنعاء الوالي العثماني احمد مختار باشا بابتهاج وترحيب عظيم 

(١) كتاب البدر الطالع للشوكاني - الجزء الثاني - رقم الصفحة ٢٤٠ 
(٢) هذا كما يقول جاكوب في كتاب ملوك جزيرة العرب عام 1728م / 1141هـ – او عام 1145هـ / 1732م كما في كتاب هدية الزمن للعبدلي 
(٣) كتاب نشر الثناء الحسن - رقم الصفحة ٢٠٢
(٤) كتاب ائمه اليمن - المؤرخ محمد بن محمد زباره - رقم الصفحة ٦٥
(٥) كتاب حوليات يمانية - للمؤرخ الحرازي 

( والله الموفق ) 

بقلم :- زيد محمد حسين الفرح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق