(شخبطة دوشنية )
★★ من محازي وحكايات أمي وجدتي.. *
** منقحة .*
*
(موروث شعبي أبيــني ! )*
**الشيخ الفقيه والأرملة. !*
""""""""""""""""""""""""""""“"""""
✒️ م.زراعي/
سالم صالح هادي
أبين/ الكود
القرية تنام باكراً ً، يدلف المساء الزائر لها كل ليلة ، فتلتحف القرية كلّها بسواده عدا بصيص أنوار من فتيلة فانوس أو غازة كيروسين بدأت هي الأخرى يتثائب ضوءها في وسط دارة البيت الطيّني.
وبدت بيوت القرية للناظر إليها من علو في ظل الضوء الخافت للفوانيس المضاءة كغربال عظيم تخلّلته أشعة الشمس في غرفة مظلمة.
إنه مساء قريتي الحالم، الهادئ
.
نتسابق كلّنا نحن الأبناء إلى مكان وسط دارة البيت والشاطرفيهم من يسبق ويفوز بالوقوع في حِجر وحضن أمّــه أو جدته.
سلقة الحصير المصنوعة من سعف النخيل مفروشة على ألأرضية تقينا تراب الدّاره الممروج يدويا ً بالطّين( الخلب) الذي لازال أثر أيادي أمي وجدتي مطبوعا ً على ظهر الدارة الطينية للمنزل مثل بقية منازل المنطقة وهو نمط البناء السائد في فترة الستينات والسبعينات قبل أن تتغلّب عليها لاحقا منازل البلوكات " البردين والخرسانة !.
..نتسابق في لهفةً لسماع حكايات أخصبت خيالنا وأثرته نماءً في طفولتنا .
أمي تصيح فجأة :
(ياسين ¡ يا حافظ ! حياطه عليكم. ياعيالي ! باتتعوّروا !)
.ثم تنهض من مكانها وتمد يدها لتنتشل أحدهم أصطدم بأخيه أثناء السباق والهرولة فسقط أرضاً ً ..
بعدها نتفرّس بالنظر في وجوه بعضنا البعض غيرة ً وحسدأّ من ذاك الذي سقط وأحاطته بإهتمامها وحظي بنصيب الأسد ..حُضن أمه !
يتوغّل المساء رويدا ً رويداً ً، فتيلة فانوس الغاز أصابها الوهن في أعلاها بعد إحتراقها وتحوّلت رمادا ً فسقطت في قعر الفانوس المضئ وتركت أثراً من رائحة جاز كان يغذّي شعلتها .!
نتململ نحن في جلستنا وأفواهنا مفتوحة كأفواه غضروفية غضّة لعصافير في عشّها منتظرة لإلتقام الطعام من فم أمها العصفورة ! في إنتظار القادم من الحكايات والمحازي التي تجود بها علينا أمي وجدتي " .
… نستلقي جميعا ً بظهورنا على سلقة الحصير من سعف النخيل ماعدا الذي في حضن أمــّـه فقد غلبه النعاس ونام.! ..
… (وأنتو ورا بووووكم ! ماتناموا هكّه كما خوكم !)
هكذا قالت أمّي !.
فنرد عليها :
… (ماشي! ماشي فيناا
نووم نبا منش تقصّي لنا محزاية ) " حكاية قبل النوم " .
(هااااااه ! ياعيال الجن ! والعفاريت .. قولوا لي هكّه !!!)
تعقب أمي على قولنا .
تتدخّل جدّتي في الكلام وقد ألتحفت دفاها وهي فوق فراشها المصنوع من ليف النخيل ملبّس ومبطّن بقماش كار أبيض وتقول لأمى :
.
.(ماله فيسع ! خارجي بووهم بمحزايه ! وخلوّني نام.! )
.
....(منين باجيب لهم ؟ ماشي عاد في راسي شي محازي!! ).
تساعدها جدّتي في التذكّر وتقول لها !:
....(أنطي ! بووهم محزاية #الشيخ الفقيه والأرملة الحسينه إللّي مات زوجها وعادها صغيرة.!#)
...(هاااااه. تمام ! تمام. باخارج بووهم بها ! ذولا شعيهم عيال فيهم لَوَكْ!! ماشي بيقنعوا ويهبوا يناموا)!!!
تلتفت أمي موجهة حديثها إلينا وتقول :
… (لكن اسمعوا ! بعد المحزاية ، روحوا ناموا.! نــُمَهْ ! انا عادني بصبح على شغل و مهرة بيت !)
ننصت ونتلهّف لسماع المحزاية ، فتشرع أمّى في الحكي ! وبلسانها الأبيني/ تقول لنا:
…………………………………… ..…………… .
……… ..
(نعم ..نعم ! قالوا ونا فدى لكم يابوووتي وأهلي وضماري !
نعم كانت هناك نسـّانه ، (أمرأة) ربّي عطاها حُسنْ وجمال ماشي مع حد كماها في القرية أبدا وتعيش مع زوجها وعيالها في سعادة وراحة في قرية قريبه من بيت الشيخ الفقيه ،
وكان في كل جزعته وروحته يشوفها، وقلب الفقيه حن وحن عليها !
وحسد زوجها عليها وتمناّها لنفسه.!
والنسّانه شافت الفقيه دووب. دووب يتجزّع ويمر جنب باب بيتها وعيونه فيها فص ! تقول سراج بابور لاندروفر!
من بعدها بطّلت تخرج لا عند الباب بسبب هذا الفقيه بو عين طويله ! واستحت تقول لزوجها ان هذا الفقيه عيونه زايغه طويله.!
ولما شافها الفقيه ماشي عاد تخرج عند الباب كان يقول كلام كما الشعر يافينه!!! يباه يفتهم لها ويقول :
وينك ياحلو يللي خلف الباب
طوّلت علينا الغياب
وروحي من بعدك عذاب.! في عذاب! )
تتوقف أمي هنيهه عن الكلام.. وتقول بتعديل رأس الأبن الذي نام في حضنها باكرا ً.
ثم تعاود الحكي لنا :
(وبعدين يا… وبعدين يا عيال الجن!!
.هااه وين جيتوا ؟.نمتوا او عادكم ؟)
… (لا لا كمّلي المحزايه حقش يا أماه !)
يأتيها ردنا ! وقد بدأ النعاس يداعب عيون البعض من عيالها .
(وبعدين بعد سنه مسكينه مات زوجها!!! .وجابوا له الشيخ الفقيه من شان يغسله ويكفنّه. بعدين قرّبوا الميّت وحطّوه فوق (المجنز.) وخرجوا بالمّيت من البيت الى المقبرة.
حمل الرّجال الجنازة فوق اكتافهم وهم يكبّروا ويهللوا. :
لا إله إلا الله ..لا إله إلا الله
محمد رسول الله.
إلا وزوجته الأرملة تصيح وتصيح وتبكي وتبكي عليه وتقول:
..(ونا لمنوه خلّاني وتركتي يافقيه. ؟
يابو عيالي حبيبي خلّيتني لمنوه.؟ )
فسمع صياحها الشيخ الفقيه وهووه يسير مع الناس يشيعوا الجنازة.
ويقول لنفسه وبصوت ماحد يسمعه غيره ! :
..( لي إن شاء الله. لا إله إلا الله.
وكلما صاحت باكية وقالت :
(ونا لمنوه يافقيه خلّاني ؟ مات بو عيالي منوه لي بعد بو عيالي ! ؟)
فيرد و يقول مع صوت المهللين والمكّبرين في الجنازة :
… (أنتي لي إن شاء الله
لا إله إلا الله.
ربّي جابش لي !
لا إله إلا الله)
والفقية يسير في جنازة زوجها المرحوم وهوووه بايموت من فرحته !! وعقله وقلبه مع الأرملة !! .
فتضحك أمي في نهاية الحكاية وضحكت معها على هذا الشيخ الفقيه المهاوز العاشق للجمال !
تتلفّت أمي حواليها متفقدة لأولادها فإذا بهم كلّهم نيام مستغرقين في سبات عميق .
ما عدى أنا الوحيد صاحي ومنتبه و كنت من الضحك ( مكنبع آاااشي )😃😄😄😁😆😂🤣.
تمت
الاربعاء
12 أغسطس 2020 م
الكود..
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=1082939235524327&id=100014247818272
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق