شخبطات دوشنيــة)
🥊★★الهـــــــــوِرْ ***.‼
""""""""""""""""""""""""""""
✒ م/ سالم صالح (دوشن)
،،،، فرحته لا يتسع لها المكان ، في السابعة من عمره، يلهو بفرح غامر مع أطفال قريتة التي ينعدم فيها التيار الكهربائي وينقصها الكثير من وسائل الترفيه و الألعاب التي يسمع عنها عبر القادمين من المديــنه كالأرجوحات الخشبية(الدنداحه)..
عيد الأضحى في حياته هذه السنه غير!
تلقى والده دعوة من صديقه الذي سكن المدينه من سنوات بعيده.
والديه فرحين به وفخورين بولدهما البكر !
تكبيرات صلاة العيد ومابعد الصلاة تصدح في البيوت، الله أكبر الله أكبر
لا إله إلا الله ..الله أكبر ولله الحمد….
وفود الزّوّار زرافات تأتي الي البيوت مهنئين بالعيد ،
يقترب الطفل من دارهم المبني من الطين والزرب كبقية بيوت أهل القريه.. يعود بعد وصلة لعب مع أطفال القريه.
يدلف برجليه من بوابة البيت الخارجيه الذي يتوسط( الدّاير) المحيط بالبيت، تفاجئه والدته ببشرى طالما حلم بها كثيرا. وتقول له:
--- عيد مبارك يا بني !
بكرة شعك !با تروح مع أبوك.. عدن! .
يكتسيه الفرح ويبتهج لهذا الخبر.
ويطير فرحا ً..
والدته تعلم شقاوته وبعض سلوكياته الطفوليه ولاتعجب بها !!
في إنتظار الغد الموعود تتلاعب الخيالات بفكره وتذهب به بعيدا محلّقة ً في فضاء خيالاته ويجافيه النوم تلك الليله فرحا ً..
يلتحف حضن أمّه في حب وتهامسه وهي تتحسس وتلامس بأصابع يديها شعرات رأسه، همسات مقرونة بإرشادات ونصائح وفن التصرّف و الإيتكيت المطلوب لهذه الزيارة المرتقبة. فتردّد على مسامعه :-
----- أسمع يابني! (بس أوبه تتزنقل أو تسوي حاجه مش حلوه.. شعني اعرفك ..شقي وتركب راسك العفاريت).!
--- أبوك با يزعل بعدين منك! خليك أسد! جدع كما أصحاب عدن!!!!
--- كووون أجلس جنب ابوك سكته مساكته في هدؤ .
- لا قدموا لكم شاهي او عصير او شراب .أوووووووبه! تشفطه كله.!!!. بقي قليل منه في قاع الكوب، خليك جدع ! تمام يا ولدي؟!تمام؟
هااه! عادني نسيت حاجه! الأكل.. اوووبه ! تفتح بطنك كما البير العمياء حق عوض جامع!!!
يهز رأسه بالإيجاب إلتزاما ً بتلك المواعظ والتنبيهات ، يطبع قبلة فرح على جبين والدته.. لمسات يديها على شعرات رأسه تفعل فعلها السحري ويتسللّ النوم إليه ويطبق جفنيه حالما بشروق شمس الغد ..
أشرقت شمس الصباح وبثّت نورها في المكان وسقطت أشعتها على وجهه،.وهو مستغرق بنومه في الداره الطينيه( الدكه والمردم)
يستيقظ هو ويستقيظ الجميع معه. ،
رائحة جلد حذاءه الجديده. الجزمه الجلديه المحشورة في كرتونها يباشر أنفه تصحبها رائحة ملابسه المعطره برذاذ عطر ..ابو هنده..
بعدحمّام دش بماء دافئ فاض به طست معدني أحضرته أمّـه بواسطة الدّلو من قعر البئر المجاور لبيتهم… ...
........
قبيل خروجه من البيت
تناديه والدته وهو متعلّق بيد أبيه وهم على وشك الخروج وقد أكتمل هندامه ولبسه.. و مغادرين القرية إلى المدينة
-- تقرصه أمه في أذنه قرصه خفيفه تحمل بداخلها الحب والوعيد في آن واحد قائلة له:
(الله ..الله في اللي قلته لك ..أوووببببه تنسى.. خليك مؤدب )! تمام!
يبتسم لها بفرح ابتسامته الطفوليه ويهز رأسه بالموافقه ويخرج مع أبيه.
يصلوا إلى المدينه !مبهورا ً يقلّب ناظريه بين البيوت والأزغه التي تفصل بينها مسافات وجدران أسمنتيه ، إنّها لا تشبه ( مخارط وزغاطيط) قريته.
في خضم تلفته وانبهاره بما يراه متلفتا في كل الإتجاهات كاد ان يسقط و يفلت من يدي والده وهو يقطع الشارع المؤدي إلى بيت صديق والده.. فيخطفه والده بسرعه ويتمسك به من جديد .
كل شي مختلف عمّا ألفه في قريته. ، ستائر ملوّنه ومزركشة تزيّن جدران الغرفه.. صوت المروحه وهي تندف الهواء فوق رأسه وف وف وف وف!! في رتم موسيقي ثابت لايتغير، جهاز التلفزيون توسّط وقعد على طاوله خشبيه..
يزداد إنبهاره وتعجبه فتتحفّز حواسه و ذاكرته لنحت كل تلك المرئيات لتختزنها لاحقا ً
يدخل صديق والده غرفة الضيوف و يتعانقان بحراره ويسترسلا في حديثهما عن القريه وأخبارها.
تمر لحظات… ثم تحضر ثلاجة شاهي.. ترمس.. ومشروبات عصائر للضيوف، تصب في الأكواب و الكاسات ، لحظتها تلوح لفته لها معنى من الوالد إلى طفله. لكنه.. أي الطفل .. لم يفطن لها!
تمتد يد الطفل نحو كوب الشاي ويتناوله وبدأ يرتشف كوب الشاهي كاملا وبصوت مسموع ناسيا ً كل التعليمات والنصح وفن الإيتيكيت! التي غرستها والدته قبل مجيئه .
يتنحنح الوالد قليلا ثم تلامس يده رجل ولده ويضغط عليها ، في أشاره مقصوده، لكن ولا من مجيب !
يقدم إليه كأس عصير آخر ، فلا يمتنع منه كأن بينه وبين الكاسات الحاليه عداوة ويمتصّه حتى آخره ويلعق بعدها شفتيه بلسانه متابعا لأثر حلاوة العصير فيها!!! .
يتململ في جلسته ويتريّض على مؤخرته أستعداداً لهجوم خاطف على كأس أخرى.
تمتلئ بطنه بالسوائل. فتتحرك أمعاءه وتقرقر.. ولكن عينيه ما فتئت تراقب الكاسات لعلها تمتلى من جديد ليشفطها.!!""
لكن يتدراك الأب الموقف سريعا وأختصر الزيارة بصورة فاجأت المضيف وأستغرابه!! فعلل الأب ذلك بارتباطه بشؤون أخرى.
فكّر الأب في نفسه ، .هذا الطفل الإبن الفضيحه ! سيفضحني!
اذا كان ذاك الفعل مع الشراب والشاي ، فكيف سيكون مصيره مع الأكل. ؟؟
...(لا لا لا ماشي معي غيرها.. لازم اروّح وشل نفسي! )..
بإبتسامه مصطنعه ارتسمت على محياه يودع صديقه و يغادر الأب والطفل المكان .
في طريق العوده يتلقى الطفل ابن السبع سنوات ( سفخه) كرفه! قويه على قفاه من يد الأب طار لها صوابه وتزغللت لها العيون ويعنفه:
--- (هواره ..هيه ..هواره يا ابن الجن! .. قدها المرّه الأولى والأخيره .. ولا عاد بتخرج وشلّك معي.. لما تبطّل هواره‼‼) خزيت بي ! كنك جويع وضميان مربوط في الزريبه مع غنم أمك! ) 🙆🏻🤣🤣🤣🤣🤣🤣😭
ومن يومها تعلم ذاك الطفل الهور.. درسا في الايتكيت ظل ملازما له حتى اللحظه..😅😅😅😅😅😅😅
علموا اولادكم حسن الأدب والتأدب والجلوس مع الضيف والمضيف !!
(ربّي أرحمهما كما ربياني صغيراً ً)
صدق الله العظيم
تمت. !!
الخميس.. 27 ديسمبر 2018 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق